strong>فاطمة داوود
انقلب الدهر على بيروت وأغرقها في دوّامة القلق. لكنّ متعهّدي الحفلات لم يستسلموا هذا الموسم. راهنوا على تكيّف اللبنانيين وراحوا يستنجدون بنانسي وراغب وفضل ونوال... علّهم يعيدون المدينة إلى قلب الحدث الفني

بيروت مجدداً في دائرة القلق. المدينة التي لم تستطع التقاط أنفاسها بعد، ضربت موعداً مؤجلّاً مع الفرح. وإذا كانت العاصمة اللبنانية قد حققت قبل سنوات نجاحاً كبيراً في مجال تنظيم الحفلات الفنية، التي سرعان ما تحوّلت صناعةً قائمة بحدّ ذاتها، تدرّ الكثير من الأموال على متعهّدي الحفلات، ومكاتب إدارة أعمال النجوم، والفنادق... فإن المشهد انقلب رأساً على عقب، بعد حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاها من أحداث ملتهبة.
في العام الماضي، أطلّت أعياد الميلاد ورأس السنة والأضحى مثقلة بهموم العدوان والاغتيالات والاعتصامات المفتوحة. وهذا العام، لا تبدو الحال أفضل. وإن كان بعضهم قد استبشر خيراً بالاتفاق الضمني بين الموالاة والمعارضة لإدارة الفراغ، وبنسبة الحجوزات العالية في الرحلات الآتية إلى بيروت... فإن حادثة اغتيال العماد الركن فرنسوا الحاج أول من أمس، جاءت لتخلط الأوراق، وتعيد أصحاب الفنادق إلى نقطة الصفر.
هكذا، يطل العيد هادئاً، لا ملصقات في الشوارع، ولا إعلانات تشير إلى حفلات يحييها النجوم في فترة الأعياد. ومع ذلك، قد تكون مفاجأة بالنسبة إلى بعضهم، أنّ أسماء مثل راغب علامة ونانسي عجرم ونوال الزغبي ستغنّي هنا هذا الموسم، فيما ينعش البقية شتاء القاهرة ودبي ومدن الخليج.
لكن لماذا تكثرُ الحفلات في لبنان هذا الموسم؟ وبماذا اختلف المشهد عن الماضي؟ وما مدى المخاطرة التي يقدم عليها متعهّدو الحفلات في ظلّ هذه الأوضاعيراهن متعهّدو الحفلات على قدرة المواطن اللبناني على التأقلّم مع الظروف كلها، وبحثه بالتالي عن متنفس، يسمح له بالاحتفال، ولو لساعات قليلة. ومن هذا المنطلق، أقنعوا نانسي وراغب وفضل ونوال وغيرهم بالغناء في بيروت أيام الأعياد.
أما بالنسبة إلى بقية المتعهدين الذين يشكون ضيق الحال، وتعليق نشاطاتهم الفنية موسماً تلو الآخر، فقد حسموا أمرهم، ونقلوا حفلاتهم إلى عواصم عربية أخرى. هكذا مثلاً يؤكد إيلي عقيقي، من مكتب طوروس سيرانوسيان للتعهدات الفنية، أن حدّة المجازفة ترتفع إلى أقصى درجاتها مع اهتزاز الأوضاع الأمنية، أكثر منها في وقت الانقسامات السياسية، وذلك «لأن الأمن جزء أساسي من أي مشروع فني، وخصوصاً أنّ أوقات السهر تمتدّ من التاسعة مساءً حتى ساعات الصباح الأولى. كما أنّ الخسارة قد تكون فادحة إذا حدث انفجار قبل الحفلة بيوم أو يومين، لأنّ الفنان يطلب عربوناً يبلغ 20 ألف دولار، ويجري حجز اللوحات الإعلانية ثم دفع ثمنها وتأمين الصالات في الفنادق. وحين يُلغى كل شيء، لا يمكن تعويضه، وخصوصاً أنّ الفنان لا يردّ العربون المقبوض سلفاً». لذا، قطع عقيقي على نفسه كل أنواع المغامرات، ونظّم حفلة في رأس الخيمة الإماراتية ليلة رأس السنة مع وديع الصافي. من جهة أخرى، يشير إلى أنّ أجور الفنانين تتجاوز الضعف ليلة رأس السنة، فمن يقبل بـ 40 ألف دولار يطالب بـ80 ألف دولار، وهلمّ جرّا».
أما المتعهد إيلي خوري، فقد شددّ على قرار تنظيم الحفلات والمهرجانات خارج لبنان، ريثما تتبدل الظروف وتستقر أحوال البلاد بنسبة 100 في المئة. وإلا، فـ«لا مجال للمجازفة بمبالغ ضخمة، والارتباط مع فنانين لبنانيين وعرب من دون ثقة بالحصول على النتيجة المرجوّة». ويكشف خوري أن نانسي عجرم تقاضت منه العام الماضي مبلغ 100 ألف دولار، مقابل إحياء حفلة رأسالسنة، فيما تعاقد هذا العام مع عاصي الحلاني الذي تقاضى 125 ألف دولار، وملحم بركات 100 ألف دولار، ونانسي زعبلاوي 15000 ألف دولار، في حفلة فندق «البستان» في الإمارات. كما يوضح أنّ أجر الفنان في الحفلة الواحدة يرتفع تلقائياً حين يكون خارج لبنان، لأن القانون الإماراتي مثلاً لا يسمح لفنان واحد بإحياء سهرتين في الليلة الواحدة. وذلك، بخلاف ما يحدث في لبنان، حيث نرى بعض الفنانين يتجوّلون بين ثلاثة أماكن ليلة العيد.
ودبي هذا الموسم لن تستقبل عاصي الحلاني وملحم بركات فحسب، بل يحيي راغب علامة أيضاً حفلة رأس السنة في فندق «غراند حياة» بمشاركة دينا حايك، فيما يجتمع الثنائي نجوى كرم ووائل كفوري في قصر الإمارات. كما تشارك إليسا عمرو دياب حفلة في مركز المعارض، لتصبح دبي ليلة رأس السنة عاصمة ثانية لفنّاني لبنان.
هذا في الإمارات، فماذا عن مصر؟ تشهد القاهرة أيام الأعياد العديد من الحفلات، بينها: حفلة عشية الميلاد لفضل شاكر وماجد المهندس ومي كساب في فندق «سميراميس». كما يحيي جو أشقر ودينا حايك حفلة في «كونكورد السلام»، في 26 من الشهر الجاري. وفي سهرة رأس السنة، تشارك شيرين المطرب هاني شاكر سهرة «سميراميس»، فيما تجتمع أصالة مع حسين الجسمي ونيكول سابا والراقصة ثريا في «سيتي ستارز»، ومحمد فؤاد مع عصام كاريكا والراقصة دينا وسعد الصغير ومي كساب في «النيل هيلتون».
وأخيراً، بيروت: إن كانت فنادق قد عوّلت على الأعياد لإنعاش أروقتها الغارقة في سبات عميق منذ عام تقريباً، فإنها ـــــ عدا الأزمات الأمنية الطارئة ـــــ تواجه عقبة أخرى، تتمثّل في تقارب الفترة الزمنية بين عيد الأضحى وليلة رأس السنة، ما أدى إلى إحجام متعهّدي الحفلات عن حجز الصالات مرتين خلال أسبوع تقريباً، والاتكّال فقط على ليلة رأس السنة لتعويض الخسائر. واللافت أنّ مطربي الصف الأول، لن يحيوا حفلات عيد الأضحى في بيروت. وحده راغب علامة يغني أول أيام عيد الأضحى في مركز المعارض في «بيال»، بمشاركة هدى حدّاد والمقدّمة الكويتية حليمة بولند، على أن يعود ريع الحفلة لمصلحة الصليب الأحمر اللبناني. أما في ليلة رأس السنة، فتغني نانسي عجرم في فندق «ريجنسي بالاس» ثم في «فينيسيا» مع فارس كرم. فيما يلتقي فضل شاكر ويارا في «لو رويال» ثم في «الموفمبيك». أما نوال الزغبي، فتغني في «فينيسيا» أيضاً. كذلك تعود ألين خلف إلى الساحة لتحيي حفلتين: الأولى في «الأطلال بلازا» والثانية في «كازينو لبنان». وبينما كانت بيروت موعودة بزيارة الفنانين العرب، إلاّ أن قدوم أي منهم لم يتأكد بعد، باستثناء التونسي أحمد الشريف الذي يحيي حفلتين بمشاركة السورية رويدا عطية في فندقي «كورال بيتش» و«أوسكار بالاس». وفي جولة على فنادق بيروت، يؤكد الموظفون أنّ نسبة الإقبال على الحفلات مقبولة حتى الآن ، حتى لو تجاوزت أسعار البطاقات عتبة المليون ليرة! كما يشيرون إلى أنّ جريمة اغتيال العميد فرنسوا الحاج، لم تلغ أياً من الحفلات حتى اليوم، علماً بأن نسبة المبيعات ترتفع في الساعات الأخيرة قبل بدء السهرات.

«فينيسيا»: نانسي عجرم وفارس كرم/ نوال الزغبي. أسعار البطاقات تصل إلى 1200000 ليرة، 01/369100
«لورويال»: فضل شاكر ويارا، بدءاً من 250 دولاراً، 01/455555
«الموفمبيك»: فضل شاكر ويارا، بدءاً من 250 دولاراً، 01/869666
«كورال بيتش»: أحمد الشريف ورويدا عطية وآدم، بدءاً من 150 دولاراً، 01/859000
«الأطلال بلازا»: زين العمر وألين خلف وإيلي أيوب، بدءاً من 100 دولاراً، 09/855755