علاء اليوسفي
التالتة لم تكن ثابتة! واللعنة ما زالت تطارد مقابلات سمير جعجع التلفزيونية. فبعدما حالت «مشاكل تقنية» دون إطلالة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية قبل أشهر على «الجديد»، ثم ألغي لقاؤه مع مارسيل غانم في «كلام الناس»، إثر الخلافات القانونية مع الشيخ بيار الضاهر... ها هي مقابلته الثانية مع جورج صليبي، في حلقة خاصة والتي كانت ستعرض أمس على «الجديد»، قد أُجّلت قبل ساعات من بثّ اللقاء.
لكنّ الحكيم هو من ألغى مقابلة أمس هذه المرّة. إذ آثر عدم الإطلالة من على شاشة التلفزيون حالياً، حتى لا يتحدّث عن نقاط سجالية، قد تقلب الأمور في البلاد وتعمّق أزمة الخلاف بين الموالاة والمعارضة، و«تخرّب البلد». علماً أنّ جعجع كان سيتحدث عن مواقفه من التطورات الراهنة، وأزمة الاستحقاق الرئاسي وتعديل الدستور، والعُقد القائمة في وجه إنجازه. كما كان سيتطرق إلى واقع 14 آذار ومدى تماسكه، ومستقبل الأكثرية، إضافة إلى أسباب قبولها بالتسوية والتعديل الدستوري. إضافة إلى تناول ملف الاغتيالات السياسيّة، بعد اغتيال العميد فرنسوا الحاج، وعن توقيت هذا الاغتيال وانعكاساته على الأزمة السياسيّة الداخليّة. وقد أعلن الحكيم تأجيل الظهور على التلفزيون في هذه الفترة الحرجة. خصوصاً أنّ الحوار، إن لم يتمتّع بسقف عال من الجرأة، سيظهر باهتاً، لا طعم له. ومنعاً لأي التباس، طلب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، من جورج صليبي أن يطلّ في نشرة الأخبار المسائية على «الجديد»، شارحاً بنفسه أسباب قراره إلغاء الحلقة. وقد أشار إلى أنّه آثر التزام الصمت، عشية تشييع جثمان الشهيد فرنسوا الحاج، إذ لا يستطيع أن يذهب بعيداً في التحليل واتّخاذ المواقف في أجواء مماثلة. وثمة في الكواليس مَن يؤكد أنّ ضغوطاً سياسية مورست على جعجع، حتى لا يطلّ أمس، ويقدّم أي تصريحات، قد تُسهم في تأجيج الأوضاع المُلتهبة أصلاً.