فاطمة داوود
لا يكترث للانتقادات ولا يهتم بتصريحات زملائه «المعقدّين نفسياً»... فارس كرم يلتقي جمهور بيروت في حفلتي الأضحى ورأس السنة، ويفتح النار على ART التي رفضت عرض أغانيه و«روتانا» ووائل كفوري وسيمون أسمر

للحديث مع فارس كرم نكهة خاصة: هذا الفنان لا يهتمّ بالدفاع عن نفسه، أو تبرير مواقفه وخياراته الفنية، أو حتى تمليع صورته أمام الرأي العام. جلّ ما يهمه هو إقبال الجمهور على أغنياته وشراء ألبوماته. وفي لقائه مع «الأخبار»، يتناول كرم الانتقادات القاسية الموّجهة إليه من كل حدب وصوب، وخلافاته مع «آي آر تي» السعودية، ووائل كفوري وسيمون أسمر...
يعلو صوته عندما تسأله عن اتهامه بإحداث الشائعات في وسائل الإعلام قبيل طرحه أي جديد. يجيب أنه لم يكن يبحث عن مواضيع مثل «التنورة» و«الرجل النسونجي»، و«الختيار الولهان»، و«قلم حمرة الشفاه» أثناء التحضير لألبوماته. إنما الصدفة وحدها قادته إلى تأدية هذه الأغنيات. وإن كان بعضهم يصفها بالسطحية التي تعتمد على الإيحاءات الجنسية، فإن فارس لا يحمّلها «كل هذا الثقل». إنما يجدها أغنيات شعبية خفيفة، تنقل ما يتردد في الشارع.
جرأة كرم تذهب به أبعد من ذلك. تراه يصرّح: «صراحة لا أشغل نفسي بالانتقادات السلبية. وهي إن دلّت على شيء، فعلى حضوري القوي في الساحة الفنية. والإعلام عادة لا يهتمّ بالشخصيات المغمورة... ثم أين الخطأ في تقديم أغنية «النسجوني»، والاعتراف بأنني عاشق للنساء؟».
لكن عناوين أغنياته المثيرة، أثارت حفيظة بعض الفنانين؟ يجيب: «هؤلاء جميعهم يعانون من عقد نفسية، لذا ترينني لا أكترث بتاتاً لما يقولونه». كل هذا التحدّي، على رغم أنّ فضائيات مثل شبكة ART السعودية رفضت عرض فيديو كليب «العكّازة»، بحجة المشاهد الجريئة التي جمعت بين فارس والعارضة؟ «هذه القنوات أيضاً لا تهمّني. والأغنية حققت النجاح من دون فضلهم عليّ». وفي المقابل، يلقي كرم اللوم على المخرج وليد ناصيف الذي «عمد إلى منتجة الكليب بهذه الطريقة، من دون علمي». ثم نفى بشدّة ما تردد حول منع الأمن العام اللبناني عرض الفيديو كليب أو مطالبة الرقابة حذف مشاهد كثيرة حتى يصبح صالحاً للعرض. ويقول: «شائعة الأمن العام اللبناني تشبه شائعة زواجي الكاذبة. وأنا لم أرتبط رسمياً حتى اليوم».
«روتانا» التي أوقفت إنتاج أغنية «التنورة» مدة عام ونيف، بسبب بعض العبارات الخارجة عن المألوف، رضخت لاحقاً لإصرار فارس كرم. فجاء التحدي أكبر من التوقّعات، وكرّست الأغنية صاحبها مغنياً للون شعبي خاص. وهو ما جعله لا يجد حرجاً في مقاربة هذا النوع من الأغاني مع «تك تك يا ام سليمان» لفيروز، على الاختلاف الكبير بينهما.
وحين تسأله عن الثقة الزائدة التي تتملكّه، يجيب: «محبة الجمهور مدّتني بذلك. والدليل أنني ذهبت الى أستراليا، لأحيي ثلاث حفلات، فإذا بالمتعهد يمدها لثمانٍ. وهذا دليل قاطع على التفاف الناس حولي».
يكشف فارس عن نيتّه تجديد العقد الموقع بينه وبين شركة «روتانا» في الأيام القليلة المقبلة، على أن تعدّل بعض البنود المتعلّقة بقيمة العقد المادية، وتحسين الخطط التسويقية للألبومات: «لم أعد كما كنت منذ خمس سنوات. أمور كثيرة تغيّرت أهمها شهرتي، وتحقيق أعمالي نسبة مبيعات عالية». لكنه، في المقابل، عاتب على إرسال الشركة لبيان تفصح فيه عن تحقيق ألبوم وائل كفوري «بيحنّ» نسبة مبيعات وصلت حدّ الـ 700 ألف نسخة في الأسبوع الأول لطرحه، قائلاً: «هل هو بافاروتي زمانه، دون علمي... أؤكد لك بأن أكبر فنان عربي، لا تتجاوز مبيعاته حدود المئتي ألف نسخة».
لكن هل يصبّ تجديد العقد في مصلحته الفنية؟ يفاجأنا بالقول: «لا تهمّني «روتانا»، فأنا أرتكز الى موهبتي لتحقيق النجاح والنجومية. لذا، ألوم فنانين كثر يتبجحّون في الكلام والانتقاد للشركة كما لو أنّها مهملة لواجباتها معهم. فيما الحقيقة مغايرة لذلك». وفيما يعتبر «روتانا» متساهلة جداً في مسألة احتضان فنانين لا جدوى من حضورهم تحت خيمتها، يطالب الشركة بطرد حوالي 70 في المئة من الأسماء المتعاقدة معها... رافضاً تسمية أي فنان، على أن يترك المهمةّ للمسؤول عنها، أي سالم الهندي. لكن ما مصير مصالحته مع المخرج سيمون أسمر بعد ظهوره في برنامج «خمس نجوم» الذي عرض على «روتانا» في رمضان، وقدمته هالة سرحان؟ يجيب: «صوّرت الحلقة وذهبت الى البيت. فأنا لست «مغروماً» بأحد، وأذكرك هنا أنني لم أتناول سيرة سيمون أسمر مطلقاً، في حين انتقدني بشدّة في كل مقابلة أو تصريح له».
بقي أن نذكر أن فارس يطل على جمهوره في لبنان في حفلتين: الأولى مساء السبت في «الأطلال بلازا» بمناسبة عيد الأضحى، والثانية ليلة رأس السنة في فندق «فينيسا» مع نانسي عجرم. ويعلّق خاتماً: «هي مجازفة، لكنني أراهن على جمهور لبنان الذي بات يسرق بعض اللحظات حتى يفرح».

«الأطلال بلازا»: 09/855755
«فينيسا»: 01/369100