منار ديب
في رمضان، استثنت لجنة الرقابة في التلفزيون السوري مسلسل «الحصرم الشامي»، للكاتب فؤاد حميرة والمخرج سيف الدين سبيعي، من العرض، بحجّة اساءته إلى عائلات دمشقية بالاسم. إلا أن موقف الرقابة من المسلسل الذي أنتجته «أوربت»، وعُرض على قناة «سين»، لم يحل دون مشاهدة الجمهور المحلّي للعمل، وخصوصاً ذلك الذي لا يتابع الفضائيات... الضجة التي أثيرت بشأنه، شجّعت أرباب القرصنة على نسخه على أشرطة «دي في دي»، وبيعها في وضح النهار على أرصفة دمشق، بسعر زهيد.
والمسلسل المقتبس عن «حوادث دمشق اليومية» لأحمد البديري الحلاق، يعدّ سجلّاً توثيقياً للحياة في دمشق العثمانية، خلال القرن الثامن عشر، كتبه رجل شجاع، راصداً أهم الأحداث التي عرفتها المدينة خلال 21 عاماً (1741ـــــ 1762). هذا الحلّاق كان على تماس مع التفاصيل اليومية، من الصراعات المحلية وحركات التمرد إلى فساد السلطة. أما السيناريو الذي كتبه حميرة بالاستناد إلى الكتاب، فقد احتفظ بالخطوط التاريخية العريضة الواردة فيه، كما عدّل بعض الوقائع. ويقول حميرة إنه لم يُرد تقديم محاضرة في التاريخ، علماً بأن كتاب البديري لم يكن مصدره الوحيد، بل لجأ إلى 42 مرجعاً، لكن «الجهة المنتجة أرادت أن تختبئ وراء الكتاب». ويؤكد السيناريست السوري أنه كان مهتماً بالكتابة عن حلم نهضوي أُجهض.
أما بالنسبة إلى الإساءة لعائلات دمشقية بالاسم، فيقول حميرة: «ما صرّحت به الرقابة هو ذريعة، والتلفزيون له الحق بأن يعرض ما يتناسب مع سياسته»، مشيراً إلى أنّه في كلّ 100 عام يحدث انقلاب في العائلات. ويعتقد الكاتب بأن أسباب المنع تُكمن في أنّ هناك شركات إنتاج أرادت أن تشتري العمل ولم يُعطها إياه، فعملت على التأثير في الرقابة». يذكر أن حميرة الذي اصطدم مراراً بالرقابة، يعكف على كتابة الجزء الثاني من «الحصرم الشامي» الذي يتناول الحكم المصري في بلاد الشام (1831ــ1840)، ومن المقرر أن يبدأ تصويره في ربيع 2008 ليكون جاهزاً في رمضان المقبل. كما يحمل فكرة لكتابة جزء ثالث من المسلسل، تجري أحداثه في خمسينيات القرن العشرين.