خالد صاغيّة
في زحمة الأعياد، التقى الثلث الزائد واحداً بالنصف الزائد واحداً. كان كلاهما يبحث عن هدية للآخر. فالثلث والنصف ينتميان لعائلة واحدة ـــــ عائلة الزائد واحداً ـــــ ولا بدّ أن يتبادلا الهدايا ليلة عيد الميلاد. وحين التقيا في السوق، كان الأوّل يساوم الباعة على سعر كرسيّ، فيما كان الثاني يبحث عن خيمة يشتريها لابن عمّه.
ورغم أجواء الودّ العائلي، لم يستطع الثلث إلا أن يتحدّث بتعالٍ: أتذكر يا نصفُ حين كنّا صغاراً، كيف كنت تضربني ولم يكن يسعني الردّ عليك لأنّك أكبـــــر منّـــي! انظر مـــــا يحدث اليوم. لقد سحبوك من التـــــــداول يا مسكين. حتّى أحمد فتفت تخلّى عنــك بعد أن استعملك. أمّا أنا، فبعدما ظنّ البعـــض أنّي نُسيت تماماً، أراني أُبعَث من جديد.
بدا النصف الزائد واحداً مربكاً، لكنّه قال: يضحك جيداً من يضحك أخيراً. ويكفيني فخراً أن يطالب بي أمبراطور العالم، رغم أنّ ما من معرفة شخصية بيننا، بل مجرّد التقاء مصالح. أمّا أنت، فهنيئاً لك بالمحور السوري الإيراني.
فردّ الثلث: على الأقلّ، لم أبِع نفسي للاستعمار، ولم أدنّس شرف العائلة.
فقال النصف هازئاً: أنسيت كيف غيّرت اسمك من «الزائد واحداً» إلى «المعطّل»؟ وكيف عُدت وخُنت بيت «المعطّل» لتنتسب إلى عائلة «الضامن»؟ الخيانة بدمك يا رجل.
استمرّ الحوار على هذا النحو، إلى أن حضر «أونكل» برنار، واجتمع بنبيه برّي.