strong>بيار أبي صعب
هاشم المدني... بحثاً عن الزمن الضائع

ذلك اليوم من تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧، غدت صيدا متحفاً في الهواء الطلق. صور قديمة بالأبيض والأسود من القياس الكبير، تبعثرت هنا أو هناك على جدران المدينة اللبنانيّة الجنوبيّة. المتأمّل في الكليشيهات المعلّقة في مواقع محددة، كالمتاجر والمقاهي والأماكن العامة، كان يلاحظ غالباً أنّها تمثّل الموقع الذي يحتضنها... لكن قبل سنوات بعيدة. لا بدّ أنّها التقطت ذات يوم، على امتداد نصف القرن الماضي، بعدسة مصوّر فوتوغرافي هو ابن المدينة، وذاكرتها وأرشيفها الحيّ. إنّه هاشم المدني (١٩٢٨)، آخر رعيل الفوتوغرافيين الأوائل. سلّطت عليه الضوء، منذ سنوات، أبحاث أكرم الزعتري التي أثمرت معارض وإصدارات. وها هي «المؤسسة العربيّة للصورة» تصدر مجموعة ثانية من أعماله، في كتاب أنيق، هو بحدّ ذاته عمل فنّي، بعنوان «هاشم المدني ـــــ نزهات»، بتوقيع الزعتري والمصمّم الفنّي كارل باسيل (Mind The Gap).
التصوير آلة لعبور الزمن؟ معرض صيدا في الخريف الماضي، والإصدار الذي واكبه، ليسا سوى محطّة في رحلة طويلة يقوم بها أكرم الزعتري، دارساً الفنّ الفوتوغرافي، ومؤرّخاً له وعاملاً على حفظ تراثه منذ عشرينيات القرن الماضي، ضمن إطار «المؤسسة العربيّة للصورة» التي أطفأت هذا العام في بيروت شمعتها العاشرة... منذ فيلمه مع المصوّر الأرمني المصري فان ليون وعمله على مجموعة هذا الأخير، وربّما قبل ذلك، انخرط الفنّان الشاب الذي يجمع بين التصوير الضوئي والفيديو والسينما، في مشروع مساءلة اللغة الفوتوغرافيّة، تقنياتها وأدواتها وعلاقتها بزمنها، بالحاضرة وأهلها وتاريخها.
ولا شكّ في أن اكتشاف هاشم المدني، يعد مفترق طرق حاسماً في مسيرة الزعتري «الأركيولوجيّة» تلك. هكذا أبصر النور مشروعه الحالي Madani Project. رجل المليون صورة، واكب مدينة صيدا منذ عام ١٩٤٨، حين انطلق في هذه المهنة مع كاميرا «بوكس ٦ x ٩». كان عائداً لتوّه من فلسطين بعيد النكبة، حيث تعلّم المهنة على يد مصور أرمني مشهور آنذاك، اسمه كاتس، ثم المصوّر إبراهيم الحمودي في طولكرم. عام ١٩٥٢ أطلق المدني «استوديو شهرزاد» الذي ما زال قائماً إلى اليوم في صيدا القديمة، خلف باب خشبي عتيق كتب عليه اسمه بخط اليد. ومن يومها والناس يأتونه للوقوف أمام الكاميرا، أو يذهب إليهم في أماكن نزهاتهم وأعيادهم. يتصوّرون ـــــ بكامل أناقتهم، وتسريحاتهم الصارخة، وقبعاتهم وأكسسواراتهم ــــــ عند الشاطئ أو في الحقل، أمام محالّهم أو في الشارع... وعند سكة الحديد التي لم تعد، بعد النكبة، تفضي إلى مكان.
كان يا ما كان... استوديو شهرزاد الكائن في شارع رياض الصلح الرئيسي، قبالة «إشارة صيدا». لقد بات اليوم، بأدواته ونيغاتيفاته وأرشيفه، منجماً لأكرم الزعتري الذي ينفض الغبار عن كل تفصيل هنا. حتّى أفلام الـ٨ ملم التي وجدها وظفها في عمله الأخير الذي عرض في «بينالي البندقيّة/ فينيسيا». بعض درر «شهرزاد» المدهشة، موجودة بين دفّتي الكتاب الجديد، ترافقها نصوص وشروح وافية. محطّة مهمّة في رحلة البحث عن الزمن الضائع.

«هاشم المدني، نزهات» ـ
أكرم الزعتري وكارل باسيل
«المؤسسة العربيّة للصورة» www.fai.org.lb
و«مايند ذي غاب» mindthegap.com.lb




فنّ الروّاسدار الساقي




عن الحرب والحبّEditions Intervalles




المسألة الدينيّة في القرن الحادي والعشرينالفارابي




تاريخ لبنان الحديثالريس




نبيذ لبناندار الساقي




جذور السنديانة الحمراءالفارابي




عباس بيضون: الأعمال الشعريةالمؤسسة العربية للدراسات والنشر




كتاب الشعراء المنتحرين«دار النهار» و«الدار العربية للعلوم»




أدب الأطفال


عالم يسع الجميعدار الآداب

منازل لبنان

للقراء الفرنكوفونيين الصغار حصّتهم أيضاً! Maisons Du Liban الذي كتبته يمنى جزّار مدلج وجمانة مدلج، يحكي تاريخ العمارة اللبنانية منذ أيام الفينيقيين. هل تعلمون أنّ هؤلاء كانوا الشعب الوحيد الذي استخدم الحجارة في بناء المنازل منذ سبعة آلاف سنة؟ هكذا، تمسك القصة بيد القارئ الصغير، لتُدخله إلى البيوت اللبنانية والهندسة ومعالمها التي تغيّرت مع مرور الزمن، بأسلوب سلس ومشوّق وسهل طبعاً.
Anis Commercial Printing Press