strong>باسم الحكيم
أهلاً بكَ في منطقة البربارة، شمالي بيروت. هنا، لا مكان للأحزان والدموع. جوليا قصّار وفايق حميصي وأنطوانيت عقيقي وغيرهم، سيوفّرون لك في «أوتيل الأفراح» جميع سُبل الراحة، ويشاركونك رحلة البحث عن السعادة... الدراما اللبنانية ضاقت ذرعاً بالمآسي، وبدأت المراهنة على الكوميديا

تشهد بداية العام الجديد ولادة مجموعة من الأعمال الكوميديّة اللبنانية. وفي وقت، تواصل كلوديا مرشليان كتابة الحلقات الأخيرة من سيتكوم «محلولة» مع وسام صباغ وفيفيان أنطونيوس (يعرض الليلة عند الساعة 20:45 على «المستقبل»)، تستعد لكتابة عمل كوميدي للثنائي ريتا برصونا وبيتر سمعان وتنتجه «مروى غروب». وذلك، بعدما جمعتهما أخيراً في الفيلم الميلادي «ليلة عيد» الذي يعرض حاليّاً في صالات «بلانيت». كذلك يواصل جورج خبّاز كتابة الحلقات الكوميديّة «كبرت البنّوت»، بعدما تأجّل مشروعه مع الممثل دريد لحّام إلى أجل غير مسمّى.
في هذه الأثناء، أنهت المخرجة ليليان البستاني تصوير المسلسل الكوميدي «أوتيل الأفراح»، من كتابة فيفيان بلعط وإنتاج مشترك لـ«رؤى للإنتاج» وبرونو جعارة (زوج الكاتبة)، ويجمع نخبة من الممثلين ومجموعة من الضيوف. تدور أحداث هذه الكوميديا في حلقات منفصلة ـــــ متصلة، داخل أحد فنادق منطقة البربارة، حول زوجين هما أبو رشيد (فايق حميصي) وأم رشيد (جوليا قصّار)، يملكان فندقاً اسمه «أوتيل الأفراح»، ويعيشان فيه مع ولديهما: رشيد (عصام بريدي) وجمانة (باتريسيا نمّور). هناك أيضاً موظفو الفندق: شاهين (طوني عاد)، وهو شاب بليد يتهرب من العمل، ويفقد ذاكرته في إحدى الحلقات ليتخيل نفسه من كبار رجال الأعمال. أما زوجته روز (أنطوانيت عقيقي) فهي الموظفة النشيطة الخفيفة الظل، تهزأ طيلة الوقت من نزلاء الفندق. وتعمل معهما نايلة (نغم أبو شديد)، وهي بنت الجبل غير المتعلّمة التي أرسلها والدها إلى بيروت لعلها تجد عريساً يرضى بها، إضافة إلى أكرم (عبدو حكيم) وهو طالب جامعي يعمل بدوام جزئي في الفندق، وأخيراً السائق سامي (بيار جماجيان) الذي تشبه شخصيته شخصية شرطي المرور. شغله الشاغل مراقبة تحركات نزلاء الفندق، وهو محافظ جداً يهتمّ كثيراً بالعادات والتقاليد.
هنا، الاسم على مسمى، فالأوتيل يستقبل في كل حلقة عريسين أو زوجين، قررا أن يمضيا شهر العسل في الفندق، إضافة إلى أشخاص يبحثون عن السعادة. وضيوف الحلقات يتوزعون على خمس عشرة حلقة، بينهم وفاء طربية التي تطلّ في دور ممثلة مسنّة ووحيدة تنتظر الموت، وخليل أبو خليل ورنده حشمي، وجوزيف سعيد، ووداد جبّور، وجورج دياب، وتقلا شمعون، ومي صايغ، وماغي بدوي، وجوزيف الهاشم، وطوني معلوف، وكارلوس عازار، وعمر ميقاتي وليلى حكيم، وطوني عيسى، ومي سحّاب وعبير عون.
تختصر الكاتبة العمل بأنه يتضمن قصصاً اجتماعيّة ملأى بالمواقف الكوميديّة الطريفة. وتكشف بلعط التي تخوض تجربتها الأولى في الكتابة التلفزيونيّة، بعد عملها لسنوات لمصلحة المسرح العسكري، أنها تتوجه بمسلسلها إلى جميع أفراد العائلة. وتطرح فيه «موضوعات إنسانية واجتماعيّة تمسنا جميعاً»، في قالب من الترفيه المسلّي، ومنها مثلاً وضع المسنين في مأوى للعجزة، والفتاة التي يجبرها أهلها على الارتباط بشخص لا تحبّه. وتشير إلى أنها حرصت على استبعاد أي كلمة مبتذلة، ومراعاة مختلف أعمار المشاهدين. وتضيف أنه «فيما يعاني اللبنانيون الأحزان والمآسي والأوضاع الأمنيّة غير المستقرّة، باتوا يحتاجون للضحك، إنما بعيداً من الابتذال».
داخل موقع التصوير، كل شيء يوحي بأنك في فندق فخم، خصوصاً أن فريق العمل لم يكتف بلمسة ديكور متواضعة، بل اهتم بالتفاصيل كلها. هكذا، قبل أيام من بدء التصوير، كانت المخرجة تشرف على تغييرات جذرية في ديكورات الفندق الأصلي، وتحويله إلى «أوتيل الأفراح». تقول: «غيّرنا شكل الغرف وألوانها والستائر والشراشف والاكسسوارات، كذلك اعتمدنا مفاتيح باسم الأوتيل وشعاراً موحداً للموظفين، ووضعنا لوحات تعريفية أيضاً. ببساطة كل شيء في الفندق تغيّر إلى حد لم يتعرف إليه أصحابه». وفيما تؤكد البستاني أنّ النص الأول للكاتبة يبتعد كل البعد عن السطحيّة، تراهن على مفاجأة الجمهور بمضمون الحلقات التي تعالج موضوعات لم تتطرق إليها الكوميديا المحلية سابقاً. لكن بلعط، في المقابل، تتخوف من «عدم تقبل الناس لعملها الأول، بسبب أحداثه السريعة، وهو الأمر الذي لم يعتادوه غالباً في المسلسلات المحليّة».
يعيد المسلسل الممثل فايق حميصي، إلى البطولة التلفزيونية بعد ثلاثة عشر عاماً منذ «ربيع الحب» للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرج ميلاد الهاشم. وهو يعزو كل هذا الغياب إلى نقمته على الإنتاج والإجحاف الذي يعانيه الممثل اللبناني. ويرى أن العمل الجديد يحمل صوراً غريبة وشخصيات طريفة، وضعت في إطار واقعي. ويشرح أن «أبو رشيد» (الشخصية التي يؤديها)، أنهى مهمته في الحياة وهي تربية أولاده، وأعاد ترتيب الأوتيل مع زوجته التي تبرز غيرتها عليه على امتداد الحلقات. ويصف حميصي النص بالمجنون، «يحمل سذاجة طفولية أو فنّاً طفوليّاً بريئاً، خصوصاً حين ترى ابن الستين يرقص ويغني ويبحث عن الملذات في الحفلات». لكنه يميّز بين ثلاث شخصيات لأبو رشيد: الأولى مع زوجته والثانية في تعاطيه مع الزبائن، والثالثة شخصية المدير في تعامله مع الموظفين. وتلفت قصّار إلى أن «هدف الزوجين أبو رشيد وأم رشيد يكمن في تحويل الأوتيل إلى منزل كبير وعائلي»، مشددة على الرسائل الإنسانيّة التي يصدرها العمل، وتعالج بخفة ظل، بعيداً من الوعظ والتوجيه المباشر. وتنفي قصار تهمة وقوع الممثلين في فخ الأداء المسرحي التي تلاحق عدداً من المسلسلات الكوميديّة، معتبرةً أن «بعض الشخصيات نافرة بطبيعتها». وهنا، تؤكد بلعط أن المطلوب من بعض الشخصيات أن تؤدي أداء مسرحيّاً، ولا سيّما شخصية أنطوان بلابان الذي يؤدي دور المريض بالوهم، وأمال عفيش التي تطلّ بشخصية امرأة، تعالج الآخرين بالأعشاب.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن شركة «رؤى بروداكشن» لم تبدأ تسويق العمل بعد. إذ قررت منذ تصوير مسلسل «مالح يا بحر»، انتهاج سياسة الانتهاء من تنفيذ أعمالها، قبل عرضها على المحطات التي ترغب في شرائها، وليس بيع الحلقات قبل استكمال المشروع، كما يحدث غالباً.