لبنان

مهى زراقط

لعلّ الحدث الأبرز الذي شهدته الساحة الإعلامية اللبنانية خلال 2007، هو الرحيل المفاجئ لرئيس تحرير «الأخبار»، جوزف سماحة، إضافة إلى ولادة قناتين تلفزيونيتين جديدتين هما «otv» و«أخبار المستقبل»، وعودة الإذاعة اللبنانية إلى البثّ بعدما تعطّلت خلال عدوان صيف العام الماضي.
لم يمثّل رحيل جوزف سماحة في 25 شباط (فبراير) الماضي خسارة لـ«الأخبار» وحدها، وإن انتشرت شائعات كثيرة حول مصيرها بعد غياب عقلها المفكّر، وأبرز المجدّدين في العمل الصحافي العربي... لكن خلّف هذا الرحيل فراغاً كبيراً في المشهد السياسي والثقافي اللبناني، مع غياب مقالاته الافتتاحية التي كانت تمثّل بوصلة للكثيرين.
خطف سماحة، بغيابه، الأضواء التي لطالما كان بعيداً عنها. لكن أخبار «النجوم» من الإعلاميين سرعان ما عادت إلى الواجهة، مع حركات الانتقال التي شهدتها المحطات التلفزيونية: انتقل نجم «الجديد» نيشان ديرهاروتيونيان إلى «أم بي سي»، وطوني خليفة إلى «الجديد» مقدّماً برنامج «الفرصة» في شهر رمضان، وبولا يعقوبيان من «الحرة» إلى «أخبار المستقبل»...
ولم يكن لأخبار هؤلاء النجوم أن تحظى بهذا الاهتمام لولا انخفاض حدّة الخطاب الإعلامي السياسي نسبةً إلى السنتين السابقتين. وبالتالي، تراجُع مراسلي الأخبار عن الواجهة بعدما شكّل عام 2006 بالنسبة إليهم فرصة للظهور بسبب حرب تموز من جهة، والأحداث السياسية التي شهدها لبنان من جهة ثانية. حتى أحداث «نهر البارد» لم تنجح في تغيير هذه المعادلة.
إلا أن السياسيين لم يشاؤوا أن يغيبوا تماماً، ولو من باب القضاء. هكذا، استدعيت مديرة الأخبار في «الجديد» مريم البسّام إلى المحكمة، بسبب الدعوى التي رفعها عليها وزير العدل شارل رزق على خلفية بث تقرير عن علاقة الأخير بتلزيم عقود عمل عائدة إلى وزارته، إلى شركة خاصة يمتلكها. وأثارت الطريقة التي جلبت فيها في 12 حزيران (يونيو) إلى قصر العدل، في سيارة إسعاف، استياءً عاماً بسبب عدم مراعاة وضعها الصحي. قضائياً أيضاً، جاءت الدعوى التي رفعها رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع على إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) بتهمة إساءة الأمانة وتهريب الأموال، لتكون حدثاً لافتاً، وخصوصاً أن ردّ المحطة المباشر كان إلغاء مقابلة كانت مقرّرة معه.
المؤسسات الإعلامية اللبنانية شهدت تغييرات بدورها. فولدت قناتا «أورانج تي في» و«أخبار المستقبل» في وقت كانت فيه «أن بي أن» الإخبارية تعلن عودتها قناة عامة غير متخصصة، إضافة إلى تغييرات طالت هيكلية بعض المؤسسات الإعلامية، كان أبرزها في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» التي اندمجت فضائيتها مع
«روتانا».
لبنان، الذي اقتصرت «الحرب الإعلامية» فيه هذا العام على أحداث الجامعة العربية (25 ك2/يناير) كان قبلة للصحافيين الإسرائيليين بعدما استطاعت الصحافيتان ليزا غولدمان ورينا مافليس دخول الأراضي اللبنانية وإعداد تقارير ميدانية في ذكرى حرب تموز.