الخليج

علاء اليوسفي

يغلق عام 2007 أبوابه على سمة بارزة طبعت المشهد الإعلامي الخليجي، وهي التوجه نحو التخصّصية والانفتاح على الإعلام العالمي، وذلك تلبيةً لحاجات جمهور لم يعد يكتفي بما تقدمه الساحة المحلية، لأسباب اجتماعية واقتصادية، ولضرورات عصرية أيضاً. إلا أن هذه التخصصية سرعان ما تحولت إلى حمّى تجارية ظهرت على إثرها عشرات الفضائيات التي أصبحت عبارة عن وسائط للزواج، ولا سيما زواج «المسيار»، إضافة إلى قنوات أخرى مخصصة للتعارف بين الجنسين، عدا قنوات الشؤون الاقتصادية.
يجري ذلك بينما الدراما الخليجية بقيت تراوح مكانها بصورة عامة، ولم تستطع أن تقدم أعمالاً نوعية تعكس الحراك الاجتماعي، رغم أنها تطورت كمياً. فـ«الجرأة» ظلّت مجرّد عنوان إعلاني مغرٍ لاستقطاب المشاهدين من دون أن تقدّم أي مقاربة تستند إلى قراءة واعية وعميقة للتحولات والأزمات الاجتماعية في الخليج. وفيما استمر «طاش ما طاش» بإثارة الجدل، منع المسلسل الكويتي «للخطايا ثمن» من العرض في «أم بي سي»، بسبب انتقاده زواج المتعة. كما أجلت «أل بي سي» عرض «أخوات موسى» إلى أجل غير مسمى، بسبب جرأة المواضيع التي يطرحها.
ويبدو أن الصحف وشركات التوزيع والنشر مقبلة على مرحلة جديدة من المنافسة، بدأت تباشيرها تظهر من خلال السباق على تعريب الخدمات الإعلامية الغربية... هكذا تترقّب دبي صدور النسخات العربية من «نيويورك تايمز»، و«هيرالد تربيون»، و«بي بي سي فود»... ويبدو أن السعودية بدأت تدخل السباق، رغم العوائق «الدينية» في مجال النشر، يدفعها إلى ذلك منطق المنافسة والربحية، إضافة إلى محاولة اقتطاع جزء من السيولة الناتجة من الطفرة النفطية لمصلحة سوق الإعلانات. من هنا، وقعت صحيفة «الرياض» بداية العام عقداً مع «لوموند دبلوماتيك»، لتوزيع أعدادها المعرّبة حصرياً في السعودية.