سوريا

خليل صويلح

عدا حجب الكثير من مواقع الإنترنت، وانطلاق فضائية «شام» الخاصة من القاهرة، بعدما تعثر بثّها من دمشق، وانتظار أكثر من 14 مستثمراً تراخيص وزارة الإعلام لإطلاق فضائيات خاصة جديدة، يمكن اختصار مسار المشهد التلفزيوني السوري خلال عام 2007 بأزمة الدراما فقط. وعدا «باب الحارة»، لم تثر الدراما خلال العام زوابع ساخنة جرياً على عادتها. وهذا المسلسل الذي واجه انتقادات لاذعة من بعض الأقلام الصحافية، قوبل بأكبر نسبة مشاهدة محلياً وعربياً، قبل أن تعاجل mbc إلى الإعلان عن إنتاج جزء ثالث منه. حمّى «باب الحارة» أثارت نقاشات صاخبة حول معنى استعادة الماضي وتجميله، حتى لو كان الواقع التاريخي خلاف ذلك. مهما يكن، فإن هذا العمل وما يشبهه من دراما بيئية بات مطلوباً، بدليل أنّ مسلسلات بيئية جديدة، تقف على لائحة الانتظار.
وبعيداً من «باب الحارة»، أصيبت الدراما السورية بانتكاسة واضحة، سواء لجهة عدد المسلسلات المُنتجة (36 مسلسلاً) أم لجهة التسويق. وهو ما حدا بعضهم إلى إطلاق نفير المؤامرة، لكن ما أن هدأ غبار المعركة قليلاً، حتى تكشف الواقع عن تراجع في مستوى هذه الدراما، وبدت من دون مواضيع مثيرة أو سجالية. ووجد التلفزيون السوري الرسمي بقنواته الثلاث نفسه مرغماً على شراء سلة الدراما المحلية كاملة، بتوصية من أعلى الجهات السياسية في البلاد.
حصيلة النقاشات حول مستقبل الدراما تمخّضت عن عنوان أساسي هو أنّها بحاجة إلى صدمة، تعيد الاعتبار إليها، خصوصاً بعد حال الاكتفاء الخليجي عبر صعود الدراما المحلية، وانتشار ظاهرة الإنتاج الحصري. وينبغي النظر بجدية إلى ثقل الدراما المصرية التي استعادت عافيتها سريعاً، واستقطابها نجوماً سوريين مثل جمال سليمان ورشا شربتجي («أولاد الليل»)، وأيمن زيدان («عيون ورماد»)، وحاتم علي وتيم حسن («الملك فاروق»). وهي هجرة مرشحة إلى ازدياد، في التلفزيون والسينما.
كذلك تراجعت نسبة الأعمال التاريخية وفشلها في استقطاب المشاهد: هذا ما حصل لـ«سقف العالم»، و«خالد بن الوليد»، و«عنترة بن شداد». وبين كومة المسلسلات السورية التي عُرضت خلال العام، لقيت أعمال قليلة اهتماماً من المشاهد. أبرزها: «رسائل الحب والحرب»، و«ظل امرأة»، و«على حافة الهاوية». فيما منعت الرقابة السورية عرض «الحصرم الشامي» و«ممرات ضيّقة»، والعملان للكاتب فؤاد حميرة. ويمكن إضافة «الاجتياح» لشوقي الماجري إلى القائمة، على رغم تصويره في المخيمات الفلسطينية في سوريا. إذ امتنعت معظم المحطات العربية عن عرضه!
في نهاية هذا العام، قررت دبي تقديم دعم بقيمة 8 ملايين دولار للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا، ستُنفق على إقامة مشاريع عدة، تهدف إلى تحديث الهوية البصرية لشاشة التلفزيون السوري. وفيما يتوقع بعضهم أن يحقق هذا التعاون نقلة نوعية في مسار الإعلام السوري، يخشى آخرون من أن يُحكم رأس المال الخليجي قبضته على المشهد المرئي هنا.