بيار أبي صعب
كان عام التحولات العميقة التي لن تظهر على الوجه إلا بعد وقت، والانقسامات الحادة التي ترسم خريطة مواجهات من نوع جديد. شيئاً فشيئاً فرغت التصنيفات من فحواها: علماني، ديموقراطي، وطني، يساري، طليعي، أصولي... لا بد إذاً من جيل يأتي لإعادة اختراع المعاني، وطريقة النظر إلى الواقع. جيل برز في الشعر والموسيقى، في الفنون البصريّة والمشهديّة، ومن خلال التقنيات ووسائط التعبير الجديدة. فهل يكتب له الاستمرار والتطوّر؟
هناك في القاهرة من أراد أن يحذف مقاطع من «أيام» طه حسين. لكن حريّة التعبير ربحت معاركها في تونس وبيروت. ونجحت الضغوط في تعزيز المقاطعة الثقافية لإسرائيل. وشهدت بيروت، إحدى بؤر التوتّر الأقصى، حركة إبداعيّة مدهشة. «فرفرة مذبوح»؟ آخر التماعات الشهب قبل أن يغوص في بطن الظلام؟ أم مخاض مرحلة انتقاليّة إلى «شرق جديد»؟...