القاهرة ــ محمد محمود
على رغم سقوط الضحية السابعة لسفّاح المــــــــــــعادي من دون تمكّن رجال الأمن من الــــــــــــنيل مـــــــــــنه، ظهرت لأسطورة السفاح فوائد لم يتوقعها أهل الضاحية الراقية الـــــــــــتي يعيش ســـــــــــكانها المصريون والأجـــــــانب “على أعصابهم” منذ أسبوعين تقريباً.
وقد أدى الوجــــــــــود الأمني المكثّـــــف في المعادي إلى تحــــــــــقيق الهدوء واختفاء الجرائم بكل أنواعها في شوارع المنطقة، فاختفى تجار المخدرات، وخصوصاً “البانجو”، الذين اعـــــــتادوا ترويــــــــــج سمومهم لطلاب الجـــــامعات الخاصة والمدراس الثانوية وارتفع سعر المخدرات بشكــــــــل كــــــــــبير، هذا ولـــــم يرصد رجال الأمن إلاّ حالة سرقة واحدة حين خطف لص حـــــــــقيبة فــــــــــتاة، ووقــــــــع في الأسر خلال دقائق.
واختفت تماماً ظاهرة “المعاكسات” بكل أشكالها، فلم يغامر أي شاب باعتراض فتاة بكلمة عابرة لأنه قد يتحول إلى مشـــــــــتبه فيه.
ففي شوارع المعادي، كما في بقية أحياء القاهرة، اعتادت الفتيات “معاكسات” لفظية يومية وخصوصاً قرب الجامعات الخاصة والنوادي الراقية، ولكن هذه الظاهرة اختفت أخيراً.
في هذه الأثناء لم يوقف السفاح جرائمه ولا يعرف أحد عنه شيئاً، ولم تعط عنه أية معلومات ما عدا صورة متخيّلة وضعها رسام وزارة الداخلية طبقاً لمواصفات الضحايا اللواتي يُفـــــــــاجأن به وهــــــــو يطعنهن من الخلف، وفي أسفل الظهر تحديداً.
ويبدو أن السفاح لا يــــوجّه ضرباته هذه بنيّة القتل، إذ اقتصرت جرائمه على صاحبات الملابس الضيقة، وهو ما فسره علماء النفس بعقدة أصابته فقرر الانتقام، بينما رأى البعض الآخر أن السفاح يريد توصيل رسالة للفتيات غير الملتزمات الزي الشرعي، ما أجبر فتيات هذه الضاحية على ارتداء ملابس غاية في الحشمة، وصارت الفتيات اللـــــــــواتي تجبرهن ظروف العمل عـلى العودة في اللـــــيل يحـملن أسلحة بيضاء وبخّاخات مخدرة بهدف الدفاع عن النفس.
وثمة عائلات تؤكد أنها قد تمنع بناتها من الذهاب إلى المدرسة فور انتهاء إجازة نصف العام الدراسي إذا ظل السفاح حراً طليقاً. وبينما تردد أن رجال الأمن ضبطوا بالصدفة حفلاً شبابياً صاخباً يخالف التقاليد أثناء بحثهم عن السفاح الشبح، استفادت ضاحية المهندسين من نزوح شباب المعادي إليها لقـــــــــضاء يومهم والــــــــترفيه بعــــــيداً من قــــــــــبضة القاتل المجهول.
السفاح ينشر الرعب في قلوب سكان المعادي، ولكنه شكّل مادة دسمة لنكات جديدة تنتشر في القاهرة، يتحدث بعضها عن استعانة رجال الأمن بفتيات جميلات يتجولن في المعادي بأزياء مثيرة للإيقاع بالسفاح. غير أن الخبر الذي أفرح قلوب سكان المنطقة هو ذاك المتعلّق باضطرار السفير الإسرائيلي في القاهرة للإقامة في مقر الســــــــــفارة في الجـــــــيزة هرباً من الإجــــــــراءات الأمنية المكثفة قرب مقر سكنه في المــــــــعادي، وربــــــــــما خوفاً من السفاح نفسه.
ويحظى السفّاح باهتمام وسائل إعلام مصرية وعالمية، وتنشر هيئة الإذاعة الـــــــــبريـــــطانية “بي بي سي” تحــــــــــقيقاً عنه في موقعها على شبكة الانـــــــــترنت جاء فيه أن الســـــــــفاح “شـــــــــاب يطارد الفتيات والسيدات فقط، ويطعن ضحاياه من الخلف، ويختفي في زحام المناطق الشعبية... لا توجد أوصاف مؤكدة للجاني، ولا يمكن تحديد دوافع ما ارتكبه من حوادث منذ ظهوره”.