من الناحية الموسيقية، تميّز فيلم «نَسْخ بيتهوفن» عن «الحبيبة الخالدة» (إذا استثنينا السيمفونية التاسعة) بتركيزه على مقطوعات مهمة لبيتهوفن غير معروفة من الجمهور العريض. أهم هذه الأعمال هي «الفوغة الكبيرة» (Die grosse Fuge) التي شكّلت العمود الفقري في الفيلم بشقه الموسيقي. عمل شديد التعقيد من جهة تركيبه، وقواعد تأليفه الصارمة التي وضعها باخ... وكان بيتهوفن فخوراً جداً بها، على رغم ردود الفعل السلبية آنذاك، من جانب الجمهور والنقاد.لكن سيناريو «نَسْخ بيتهوفن»، سمح لنفسه بالتطاول على المعطيات والحقيقة والتواريخ، فأعاد تركيب الزمن على هواه! تقول السيرة إن بيتهوفن امتنع عن قيادة أو تقديم أي عمل له أمام الجمهور بسبب الخزي الذي شعر به عام 1800 عندما سبّبت مشكلة السمع عنده فشله في قيادة الكونشيرتو الخامس للبيانو «الإمبراطور». وهذه حادثة وردت في أحد مشاهد «الحبيبة الخالدة». وهذه الحقيقة معروفة تاريخياً. الا أنّ المخرجة أغيشكا هولند ارتأت أن تجعل بيتهوفن يقودها في فيلم «نَسْخ بيتهوفن»، فأظهرته في أحد المشاهد مع الكورس وهو يعزفها، فيما بدا الجمهور متململاً، حتى إنّ الحاضرين صاروا يغـــــــادرون القاعة واحداً تلو الآخر.