strong>صباح أيوب
Saying goodbye to Iraq هو عنوان أحد الملفات الخاصة بالعراق التي ابتكرتها أخيراً صحيفة “واشنطن بوست” على غرار ما تنشط به الصحف الأجنبية عموماً، تسهيلاً لمهمة القارئ في تجميع وتكديس أخبار وصور بلدان، تُخصَّص لها خانات معينة، كلٌّ حسب الأزمة التي يعيشها (!).
وقد كسر العراق الرقم القياسي في كثرة الملفات المخصصة لـ“أزمته”، وفي سرعة إنشائها، و“غناها” بمواد يومية، متجددة، وواقعية. يحتوي ملف “وداعاً للعراق” على صور للمهاجرين العراقيين الذين ازداد عددهم كثيراً في الفترة الأخيرة. وإذا أخذنا عنوان الملف وحده، أي “وداعاً للعراق”، نرى فيه إشارة إلى ما قد يصبح، خلال وقت قصير، عنواناً عريضاً لملف ضخم يُستحدث لاحتواء كل الملفات السابقة. هو، بما يحمله من معانٍ تشير إلى “الزوال” و“الوداع”، يمكن أن يتحوّل تلقائياً إلى “أرشيف” لصور وقصص عن بلد “لم يعد موجوداً” على الخريطة الدولية. وقد تقسَّم ملفات الصور الموجودة فيه على شكل قبل وبعد (أي قبل “زوال” العراق، أو تغيير ملامحه، وبعده). كما أنه سيُستخدم لاحقاً كـ “لوغو” يظهر في أعلى الشاشة في كل مرة ينتقل فيها الخبر إلى تلك البقعة من الأرض، فيكون قد أسهم بتحضير المشاهدين نفسياً وبصرياً لفكرة انتهاء ما كان يسمى العراق.
أما أنت، فتتابع وتقرأ وتشاهد وتحلل وقد تكتب يومياً... وتظنّ أنك تسهم، على طريقتك، بتغيير شيء ما في “كومة” الأشياء التي لا تعجبك حالياً. لكنك ستصحو في يوم (قريب)، وتتوجه لممارسة اطلاعك النضالي اليومي، وستقع على عنوان مثل “وداعاً للعراق”، يعتلي ملفاً خاصاً يحتوي على كل ما قرأته وشاهدته وحللته وكتبه الآخرون... إضافة إلى صور بعضها بالأسود والأبيض، فتهلع وتسارع إلى تسجيل استفهام أو صرخة أو موقف رافض وتكبس على زرّ “تسجيل المواقف”، فيجيبك الموقع على الفور: “عذراً، إن هذا الملف قد أصبح خارج الإطار الزمني المناسب لتسجيل موقف، الرجاء إجراء التحديث. شكراً لزيارتك”.