خالد صاغيّة
من تُرشّح لرئاسة الحكومة؟ الإجابة عن هذا السؤال، وفقاً للاستطلاع الذي أجراه مركز بيروت للأبحاث والمعلومات (راجع «الأخبار» عدد أمس)، أعطت فؤاد السنيورة المركز الأوّل. ليس الخبر هنا. يكمن الخبر في النظر إلى ما أعطاه الاستطلاع من نسبة تأييد لسعد الحريري، «ابن الشهيد» و«زعيم الأغلبية النيابية».
4.6% من اللبنانيين اختاروا النائب سعد الحريري رئيساً لحكومتهم. وفيما أعطى 63.9% من السنّة أصواتهم للسنيورة، اختار 11.6% منهم فقط الحريري. أمّا الشيعة الذين اختار بعضهم السنيورة لرئاسة الحكومة، فإنّ0% منهم، صفر لا غير، اختار الحريري.
ليست هذه الأرقام من النوع الذي يمكن زعيم أغلبية نيابية أن يرتاح إليه. فسعد الحريري اليوم ليس طارئاً على السياسة، مثلما كان منذ عامين. وإذا كانت الأرقام توحي بأنّ الحريريّة بخير، فإنّها تؤكّد أنّ سعد ليس بالخير نفسه. فبعد مرور عامين على اغتيال الرئيس الحريري، يبدو كأنّ سعد ينفق من رصيد سابق، فيما فؤاد يضيف إلى رصيده ممّا يبدّده سعد، وخصوصاً أنّ وزير المال السابق خبير في التدقيق بحسابات المداخيل والإنفاق.
في زمن العولمة هذا، كفّت العديد من الشركات الكبرى عن خوض غمار التصنيع. تحوّلت إلى مجرّد «لوغو» أو «ماركة مسجّلة» توزّع الامتيازات على من يتولّى عمليات الإنتاج الفعلية. ليس واضحاً ما إذا كان سعد لا يزال يملك حقّ توزيع الامتيازات. أمّا الأكيد، فهو أنّ الإنتاج قد انتقل إلى مكان آخر.