القاهرة – محمد محمود
إلى أي مدى تهتمّ وسائل الإعلام بإحياء ذكرى كبار نجوم الفن والسينما؟ قد يقتصر الأمر على بعض الأفلام أو الحفلات أو حتى برامج وتسجيلات، حفظها الجمهور عن ظهر قلب. أما بالنسبة إلى الأحياء منهم، وخصوصاً أولئك الذين ابتعدوا عن الأضواء، فمن النادر أن يحتفي الإعلام بهم ويكرمهم، إلا بعد رحيلهم.
شادية تطفئ اليوم شمعتها الـ79 (ولدت في 8 شباط (فبراير) 1929)، وهي ستحتفل بالمناسبة بصمت وهدوء.
وعلى رغم شعبيتها الكبيرة حتى وقتنا الراهن، ابتعدت «جميلة الجميلات» عن الأضواء قبل أكثر من عشرين عاماً، بعد سنوات طويلة من العطاء الفني الذي شكّل مخزوناً غنائياً وسينمائياً، لا يمكن تجاهله منذ عام 1947 وحتى منتصف الثمانينيّات عندما أدت دور «ريا» في مسرحية «ريا وسكينة» الشهيرة. ثم قدمت في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أغنية «خد بإيدي»... وفي سنوات الفن الأخيرة، شُغلت شادية بسلسلة من الأغنيات الوطنية التي قدمتها بعد تحرير سيناء الكامل عام 1984. وقد ظنّ بعضهم أنها من سيناء لشدّة تأثرها، وهي تغنّي: «سينا رجعت كاملة لينا، ومصر اليوم في عيد».
لكن ابنة حارة «الحلمية الجديدة»، لأم من أصول تركية وأب عمل مهندساً زراعياً، لم تعد بحاجة إلى احتفال الإعلام بها. إذ أنشأ عشاقها على الإنترنت، موقعاً تميّز بغناه، فتفوّق على جميع مواقع زملائها من فناني العالم العربي... اهتمّ جمهور شادية بما أهملته وزارتا الثقافة والإعلام. وخلال 3 سنوات، تحوّل موقعها الذي يتضمن صورها وأرشيفها الفني، إلى «راديو أونلاين» يمكن عبره الاستماع إلى أغانيها، وخصوصاً النادرة منها.
لم تتوقف جهود «نادي شادية» عند هذا الحد، بل عمل أخيراً على إضافة خدمة تحميل أفلامها، حتى غير المعروفة منها. وهكذا، بدا الموقع كأنه متحف حقيقي، يتفرّد أيضاً بلقطات من حفلاتها النادرة وحكاياتها مع زعماء عرب، ومشوارها قبل الاعتزال...
إلا أن www.shadiastar.com لا يسلط الضوء على تفاصيل حياتها اليوم. وقد أكد مؤسسه مجدي فتحي أن محبيها يحترمون بشدّة قرار اعتزالها، وارتدائها الحجاب. أضف إلى ذلك أن بطلة “شيء من الخوف” و“المرأة المجهولة” و“معبودة الجماهير” لم ترض حتى اليوم أن تفتح دفاترها القديمة. وهي ترفض في شكل قاطع الحديث عن شائعات ارتباطها بكمال الشناوي، وزواجها بـ“عماد حمدي وصلاح ذو الفقار”، وأخيراً ابنها الذي لا يعرفه أحد... وكل هذا الغموض الذي يكتنف حياتها، يشككّ في صدقية الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن مواقفتها على عرض «روتانا» عبر تسجيل مشوارها حياتها في حوار مطوّل مع هالة سرحان، مقابل 100 ألف دولار...
الفنانة المصرية تقبع اليوم في الظلمة، مكتفية بما حققته سابقاً في عالم الأضواء. وفيما يحتفل عشاقها بالعيد إلكترونياً، وتخصص لها قنوات السينما بعض الأفلام – قناة سينما 1 مثلاً - سيكرّمها الإعلام العربي بعد فوات الآوان.