يتوقع كثيرون أن يأتي “مــــــــعرض الدار البيضاء الدولي للكتاب»، في دورته الثالثة عشرة، محمّلاً بالجديد على أكثر من مستوى في مجال السؤال الفكري والثقافي. ويبدو اختيار بلجيكا ضيفة شرف، مناسبة للتركيز على تعددها اللغوي والثقافي الذي يعتبر مصدر غنى حضاري يمكن استيحاؤه مغاربياً وعربيّاً. والمعرض الذي انتقل إلى الوتيرة السنوية منذ ثلاث سنوات، يستضيف هذا العام أكثر من 615 عارضاً وحوالى 79 دار نشر متخصصة في الفلسفة، و200 متخصصة في العلوم الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، و85 داراً متخصصة في فنون الهندسة و64 في اللسانيات... كل هذه الدور ممثلة بـ59 دولة من بينهم 27 دولة إفريقية.
أما لائحة ضيوف المعرض فطويلة، يتصدرها محمود درويش وأدونيس ومحمد أركون ومالك شبل وسعيد الكفراوي... وبين نجوم الدورة المغاربة، نشير إلى عبد الله العروي، فاطمة المرنيسي، محمد برادة، وعبد الفتاح كيليطو... أما الأديبة المغربية مليكة مستظرف التي اعتاد زوار المعرض من الأدباء الشباب، على وجه الخصوص، مجالستها في أحد زوايا المقهى الثقافي، فستكون “حاضرة” هذه الدورة أيضاً، على رغم انطفائها قبل أشهر بعد حياة من البؤس والمرض. إذ قرّر المعرض هذه المرة الاحتفال بجيل مليكة مستظرف من خلال محور عام عن “لاتجاهات الجديدة” في الإبداع المغربي. هكذا سيكتشف الجمهور قرابة 60 كاتباً من مبدعي الجيل الجديد، داخل فضاء ثقافي كبير أطلق عليه اسم مليكة مستظرف.
وسنتذكر، مع المبدعين المغاربة الشباب، مليكة التي اعتصمت قبل سنوات في معرض الكتاب في محاولة يائسة منها للفت الانتباه إلى وضعها الصحي آنذاك. وها هي تعود إلى المعرض هذه الدورة لا لتحاسبنا لأننا تخلينا عنها جميعاً، إنما لترحّب بنا ــ بتسامحها المعهود ــ في بيتها الرمزي الدافئ حيث حرية التفكير والكتابة هي أصل كل إبداع.