عرفت شركة «سيدرز آرت برودكشن» (المعروفة بشركة «الصبّاح») كيف تستثمر النجاح الذي واكب عرض مسلسلها «لو» (لبلال شحادات وسامر البرقاوي) رغم سذاجة الحكاية، واستحالة تقديمها في ثلاثين حلقة من دون أن تقع في مطب التطويل، خصوصاً أنّها مجرد نسخة مملة عن الفيلم الأميركي unfaithful (خائنة ـ 2002) للمخرج أدريان لين. إلا أنّ الجمهور قرر بشكل مغاير، وتابع المسلسل فأعطى حافزاً لمنتجه كي يقدم على تجربة مشابهة. لكن هذه المرة، كانت الوجهة فيلماً جديداً هو Indecent Proposal (عرض وقح ـــ 1993) للمخرج أدريان لين بطولة روبرت ريدفورد وديمي مور.
مهمة تحويل هذا العمل الشهير إلى مسلسل عربي أسندت إلى السيناريست السوري نجيب نصير، بعد استبدال عابد فهد بتيم حسن اثر خلاف نشب بين الأول مع الجهة المنتجة. رغم كل ذلك، لم ينته مشروع «لو» نهائياً.

سرعان ما أعاد فهد إحياءه بعدما وقّع مع شركة «إيغل فيلم» (جمال سنان) على بطولة مسلسلها الحالي «24 قيراط» لريم حنا والليث حجو، مقترحاً إنجاز جزء ثان من مسلسل «لو»، على أن يكون سنان منتجه كونه كان شريكاً في إنتاج الجزء الأول. لكن هذه المرة، سيتولى السيناريست والشاعر السوري سامر رضوان مهمة كتابة قصة متكاملة، وبناء رواية تلفزيونية مستقلة. وبالفعل، أبرم رضوان أخيراً عقداً مع شركة «إيغل فيلم» اتفق بموجبه على كتابة جزء جديد من «لو»، وباشر فوراً بالمهمة، على أن يتم إنجازه لموسم رمضان 2016. هذه المرة، تنطلق الأحداث من حيث انتهى الجزء الأوّل رغم أن القصة تُبنى على فرضية مختلفة تماماً عما شاهدناه في الجزء الأول. ستبدأ الحكاية منذ وفاة الزوجة ودخول زوجها غيث (عابد فهد) إلى السجن، بعدما قتل عشيق زوجته.

يضع راغب علامة صوته
على أغنية التتر

لذا، ستبقى الطفلة وحيدة من دون سند لنتابع إعادة هيكلة وسرداً مختلفاً من شأنه ربما تصحيح أخطاء الجزء الأول وسد ثغراته الكثيرة، وإيجاد مبررات لسياق الشخصيات أكثر إقناعاً. على سبيل المثال، سيعود الجزء الثاني نحو أصول غيث الذي استغرب المشاهد كيف أنه يتكلم لهجة سورية، رغم أن والده وجميع أفراد عائلته هم مصريون بينما أمه لبنانية. لذا، قد نتابع في الجزء الثاني إجابات على هذه الأسئلة، إضافة إلى مفاتيح مختلفة وشيقة يحترف نجم «الولادة من الخاصرة» صياغتها.
ورغم أن تفاصيل القصة لا تزال غير واضحة، إلا أنّ الأكيد أنه لن يكون حاضراً من نجوم الجزء الأول سوى عابد فهد، إضافة إلى أنّ معظم الممثلين سيكونون سوريين لأن القصة تفتح الباب أمام دخول شخصيات سورية كثيرة. من جانب آخر، ستعتمد الشركة المنتجة على تفعيل مختلف عوامل الجذب لتحقيق الجماهيرية المطلوبة انطلاقاً من الشارة التي لن تقل أهمية عن شارة الجزء الأول (كتب كلماتها ولحنها مروان خوري وغنتها إليسا). هذه المرة، سيتصدى «السوبر ستار» راغب علامة لغناء التتر، وربما يشارك في بعض مشاهد المسلسل كضيف شرف أو قد يؤجل القرار ليكون بطل أحد المسلسلات المقبلة للشركة، خصوصاً أنّه راغب في خوض مجال التمثيل. لا يمكن إطلاق أحكام متسرعة على مشروع تلفزيوني لا يزال في مهده. لكن يبدو أن السخاء الانتاجي وإسناد البطولة لعابد فهد أحد أهم نجوم الوطن العربي والاستعانة بكاتب تسبقه سمعة طيبة... كلها مقومات تبشّر بنجاح جماهيري وفني هذه المرة.