هيام عبّاس التي تشارك حالياً في أعمال لجنة التحكيم الدوليّة في «مهرجان برلين السينمائي» حالة فريدة في مسار الفنّ الفلسطيني من الخشبة إلى الشاشة الكبيرة... فالشهرة العالميّة. كانت هيام فنانة شابة تدرس فنّ التصوير في فلسطين المحتلّة، حين التحقت بفرقة «الحكواتي» في القدس، وشاركت مع فرنسوا أبو سالم في أعمال بينها «محجوب وحجوب» و«حكاية العين والسنّ»... خطت خطواتها الأولى مع ميشيل خليفي («عرس في الجليل» ــ 1987) في عالم السينما، وحين اختارت الانتقال إلى باريس ولندن أواخر الثمانينيات، كانت تعرف أنها ستعيش انعطافة حاسمة نحو الفن السابع. بدأت مع بوعلام غردجيو («الحياة في الجنّة» ــ 1989)... وكرّت السبحة إلى أن اكتشفها الجمهور العريض في أوروبا والعالم العربي من خلال فيلم التونسيّة رجاء بلمليح «الحرير الأحمر» (2001) وتجسّد فيه شخصيّة ربّة عائلة تتحوّل إلى الرقص الشرقي وتدخل في مواجهة مع المجتمع التقليدي. وهيام هي «أم سعيد» في فيلم «حيفا» (رشيد مشهراوي ــ 1995)، و«أم يونس» في ملحمة يسري نصر الله «باب الشمس» (2002)... حيّاها النقاد في برلين عام 2005 على دورها في فيلم «الجنّة الآن» لهاني أبو لأسعد... قبل أن تلعب في ادارة ستيفن سبيلبرغ («ميونيخ») دور ماري ــ كلود الهمشري أرملة محمود الهمشري الذي اغتالته «الموساد» في عام 1973 بعد عمليّة ميونيخ.
مثّلت هيام عبّاس أيضاً في ادارة مخرجين اسرائيليين هما عيران ريكليس في «العروس السورية» الذي تدور أحداثه في الجولان المحتلّ (2004)، وآموس جيتاي في «منطقة حرّة» (2005) عن رحلة تيه في الصحراء على الحدود، تجمع ثلاث نساء: أميركيّة وإسرائيليّة وفلسطينيّة. وحققت فيلمين يحملان توقيعها كمخرجة: «الخبز» (2001) و«الرحلة الأبديّة» (2003). ولعل المسيرة المتعرّجة لهذه الفنانة بين القدس والأراضي المحتلّة عام 1948، وفرنسا حيث مثّلت مع جيرار دو بارديو، ولندن، وتونس... وصولاً إلى برلين، تختصر شعب موزّع على مناف كثيرة...