مع الحديث عن قرب تشكيل الحكومة اللبنانية مجلس إدارة جديد لـ «تلفزيون لبنان»، وعن وجود علاقة متوترة بين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والمدير العام للقناة الرسمية طلال المقدسي، يشعر الأخير اليوم بتهديد قد يطاوله ويطيحه كقبطان تولى سفينة هذه القناة منذ تموز (يوليو) عام 2013 بقرار من القضاء المستعجل.
هذا التعيين ما زال يثير الجدل اليوم بعد التغييرات التي أجراها المقدسي في القناة الرسمية وتوتر علاقته بالعديد من الموظفين هناك، والتمييز الحاصل على صعيد البرامج وفق ما تقول لنا مصادر من داخل القناة. هناك برامج تحظى بدعم مباشر من المقدسي، ويخصَّص لها ديكور مميز، بينما تختلط أخرى مع بعضها بسبب وضعها ضمن ديكور واحد كبرنامج «مسا النور» (تقديم عبد الغني طليس) الذي يصوّر في ديكور «التحدي الكبير» البرنامج التربوي الحماسي الذي ينظم مباريات بين المدارس. إلى جانب الديكور الواحد الذي يلغي خصوصية البرامج، تحكي المصادر نفسها عن وجود انحياز إلى بعض البرامج في طريقة الدعم والترويج على حساب أخرى. مثلاً، برنامج «مشاكل وحلول» الذي يقدمه نقولا حنّا، وكذلك «كلمة حرة» (إعداد وتقديم شدا عمر) يعملان باللحم الحيّ مع عدد قليل من الموظفين والمساعدين. مقدما البرنامجين يعدّان بنفسيهما حلقاتهما ويقومان بتأمين الاتصالات بالضيوف بأنفسهما. هذا الواقع يقابله دعم قوي وظاهر للبرنامج الصباحي «صباح الخير يا لبنان» (يومياً ما عدا السبت والأحد 9:00) الذي بات يستعين اليوم بأكثر من 17 عاملاً يمكن توزيعهم بكل بساطة في برامج أخرى إذا سرنا على معدّل العاملين في البرامج المغبونة المذكورة آنفاً. علماً أنّ البرنامج نفسه كان يعدّه عبيدو باشا قبل سنتين بخمسة أشخاص فقط، قبل أن يُخرج من القناة ضمن التغييرات التي أجراها المقدسي.

حديث عن استبدال عبد الغني طليس بوجه نسائي


هذا التمييز الحاصل بين البرامج تحت سقف واحد، تُطرح الى جانبه قضية الأموال التي تدرّها وزارة الإعلام أخيراً، ووصل آخر مبلغ مدفوع لـ «تلفزيون لبنان» إلى مليار ونصف مليار. وتدور الأسئلة اليوم داخل أروقة القناة حول الوعود باستجلاب تجهيزات تقنية حديثة ولا شيء يشي بتحقق هذا الأمر! بل إنّه تمّت زراعة كاميرات في أروقة ومداخل ومخارج القناة لرصد تحرك الموظفين في مشهد يذكرنا بالناظرة «ظريفة» (قامت بدورها الراحلة ليلى كرم) في مسلسل «المعلمة والأستاذ» الذي كان يعرض على الشاشة الرسمية وكيف أنها وضعت كاميرات داخل الصفوف المدرسية ترصد من خلالها حركة الطلاب والأساتذة. وإلى جانب الخوف الذي يشعر به المقدسي من إخراجه من القناة، نُميَ إلينا من مصدر موثوق بإمكانية إحراج الإعلامي عبد الغني طليس تمهيداً لإخراجه من التلفزيون الرسمي وإيقاف برنامجه الأسبوعي واستبداله بآخر يقدمه وجه نسائي معروف، مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه. إذاً، الأيام القادمة حاسمة وتطبخ على نار سريعة، وقد تحمل تغييرات مفاجئة داخل القناة الرسمية، والمسألة باتت قضية وقت: من سيسبق من؟ تشكيل مجلس إدارة جديد؟ أم إجراء تغييرات جديدة قد تطيح وجوهاً ألفتها الشاشة لسنوات؟