منذ صدور روايته، تعرّض نورمان مايلر لوابل من الانتقادات في ألمانيا، كما أثار حفيظة “المجلس اليهودي المركزي” النافذ في البلاد. وشدّد نائب رئيس المجلس يومها على ضرورة أن يترك الفنانون والكتّاب تاريخ الديكتاتور وشأنه. حتى أنّه ذهب إلى تأكيد أنّ الفن لن يستطيع فهم ظاهرة هتلر بل سيكتفي برؤيته مصدراً للترفيه. توقّف أحد النقاد في مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية عند حكاية مايلر “الخرقاء والمُحرجة” لأنها جزمت بأن هتلر لم يملك خياراً سوى تنفيذ مهمّة شيطانيّة بشنّ الحرب والتسبّب بالموت والتدمير. اعترض مايلر على استنتاج بعضهم بأنّ حادثة قتل هتلر الطفل للنحل (الواردة في الرواية) هي سبب تحوّله إلى وحش “لأنها سبب من بين ألف سبب آخر”.ويترافق هذا النقاش المُحتدم مع انتشار ظاهرة تجاوز محرّمات الحقبة النازية في ألمانيا. إذ بدأ في بداية الشهر الحالي عرض فـــــــــيلم داني ليفي الكوميدي “ماين فوهرر” الذي يظهر فيها الديكتاتور شخصاً مثيراً للشفقة، يعاني التبوّل في الفراش، ويتسلّى بسفن حربيّة في مغطس الاستحمام، ويفقد نصف شاربه، ويدرّب كلبه على تأدية “تحية هتلر”. أما الأهم من ذلك، فهو تركيزه على أنّه رجل عصابيّ يجزع من تعنيف والده له. وكان سبق لهتلر أن تحوّل إلى شخصيّة كوميدية في فيلم تشارلي تشابلن “الديكتاتور العظيم” (1940)، لكن منتقدي فيلم ليـــــــفي الأخير يخشون، على ما يبدو، من إسهامه في التخفيف من خطورة الجرائم التي ارتكبها هتلر