strong>باسم الحكيم
«لو ناوي تغيّر هالحال وحياتك مش ظابطة / حتى المتلك صاروا قلال وانمحو عالخارطة/ فكرك تمشي عالقانون مواعيدك عالوقت تكون/ عنا الموضة جنون فنون وكل شي بدو واسطة/ وحياتك وحياتك وحياتك مش ظابطة». هذه كلمات المقدّمة الغنائيّة التي كتبها فادي الراعي ولحّنها زياد الأحمديّة وغناها كارلوس عازار. وسيسمتع إليها المشاهد أسبوعيّاً، بدءاً من الليلة، مع إطلاق LBC الكوميديا المحليّة «مش ظابطة».
يدور العمل الذي بدأ تصويره في آذار (مارس) الماضي، في قالب من الكوميديا السوداء، ينتقد المجتمع وأخطاءه، ويسلط الضوء على مكامن الخلل فيه. وتشرح كاتبته كلوديا مارشيليان أن «حلقاته لا ترتكز إلى حبكة دراميّة، بل تتناول شخصيّات من المجتمع اللبناني الذي يضحك على الظواهر التي يعيشها، حتى لو كانت مأساوية». وهي تؤكد أن عملها «سيمثّل خطاً جديداً في الكوميديا، لم يسبق تنفيذه ـــ على حدّ علمي ـــ في لبنان أو في العالم العربي». وتراهن الكاتبة والممثلة اللبنانية على المسلسل، وتوضح: «قصدت تصوير البيت البيروتي والحديقة إلى جانبه، وذلك العجوز وزوجته (عمر ميقاتي ونجلا الهاشم) في بلد لا يقدم إلى المسنين شيئاً. لذا، نجدهم مسمّرين أمام شاشة التلفزيون، يمضون أيّامهم ولياليهم بانتظار أن توافيهم المنيّة. إلا أن عودة ابنهما من أوستراليا مع زوجته الأوستراليّة من أصل لبناني، تحدث في حياتهما بعض التغيير». ويعتمد المسلسل الذي أنتجته شركة «رؤى بروداكشن»، على تصوير نموذجين مختلفين من الناس: هناك الابن نبيل (وسام صبّاغ)، الشاب الذي تعوّد الحياة المنظمة في بلد غربي وزوجته لولا (نادين الراسي) التي تجد في الفوضى أمراً مثيراً. فيما يجسّد النموذج الآخر الفوضوي، كل من ابن خالته سمير (باسم مغنية) ووالدته (وداد جبّور). وتضفي العلاقة بين عامر (ناظم عيسى) الذي يهوى جمع التحف و“الأنتيكات”، ولبيبة (ليليان نمري) ناظرة المدرسة العانس التي تعمل على لفت انتباهه، بمختلف الوسائل لعلّه يتزوج بها، جواً مرحاً على مجريات الأحداث. وتحلّ على الحلقات مجموعة من الممثلين كضيوف شرف، يسهمون في تقويم العادات السيئة التي يعيشها مواطن لبناني يعتزّ بمخالفة النظام، ويعتبرها «شطارة».
وتقع الأحداث في خمس عشرة حلقة، نفّذ المخرج إيلي فغالي تسعاً منها، قبل استكمال مخرج آخر (رفض الكشف عن اسمه، أو حتى ذكره في جينريك المسلسل)، تنفيذ الست الباقية. وقد شارك المخرج الجديد في العمل بُعيد سفر فغالي إلى ليبيا خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) الماضي، في ظل إلحاح الشركة المنتجة على سرعة الانتهاء من التصوير والمونتاج، لتسليمه إلى LBC. أثناء تصويره الحلقات الأولى، أكد المخرج فغالي أنها «المرّة الأولى التي لا أضطر فيها إلى حذف عشرات الجمل غير المفيدة والقاتلة للإيقاع في مسلسل كوميدي. إذ إن نص كلوديا مارشيليان مشغول بعناية، بعدما كتبت معاناتنا بأسلوب سلس، ورسمت وجعنا بابتسامة»، مشيراً إلى «ميزة الواقعية الحاضرة في «مش ظابطة» والمفتقَدة في الدراما اللبنانية عادة».
لكن رأيه بدا مخالفاً بعد بدء المونتاج. إذ أكدت مرشيليان أن «فغالي سجل إعجابه بالنص، لكنني صدمت أثناء المونتاج بحذفه نحو عشر دقائق من كل حلقة من الحلقات الخمس الأولى. وهكذا اضطررت إلى إضافة مشاهد، بطريقة لا تبدو دخيلة، حتى أعيد مدة الحلقة إلى الوقت المتفق عليه، وهو 45 دقيقة. واتفقنا في ما بعد على استكمال التصوير، إلاّ أنني فوجئت به يتبع في الحلقات الجديدة السياسة ذاتها». من جهته، يعترف فغالي بأن سفره إلى ليبيا، كان «حجّة حتى أتفادى الاصطدام بأحد، والاعتذار عن إكمال التصوير، وحتى تسند الشركة مهمة الإخراج إلى شخص آخر».

كل ثلاثاء عند 20:45 على LBC