هل تمّ فعلاً الاعتداء على المفتي محمد رشيد قباني في ساحة الشهداء؟ وليد عبود الذي سارع إلى إعلان النبأ، لم يشعر بضرورة ملحّة لنفيه. حتى الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس، موعد انتهاء برنامج “نهاركم سعيد”، لم يكن متاحاً لمشاهدي LBC أن يعرفوا تتمة الخبر الذي كان قد أذاعه مقدم البرنامج وليد عبود. يبدو أن بيان النفي الصادر عن دار الإفتاء والذي بثّه تلفزيون “المستقبل” فور صدوره، ضاع في طريقه إلى الـ LBC، ما اضطرّ عضو المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي إلى بالاتصال بالمحطّة المذكورة كي ينفي وقائع الحادثة على شاشة “المؤسسة اللبنانية للإرسال”. وقد علمنا أن الدائرة الإعلامية في “حزب الله” هي التي بادرت ألى توضيح الموقف... وإلا لبقي مشاهدو المحطّة غارقين في مستنقع الشائعات! طبعاً نفي قماطي للاعتداء لا يحمل الصدقية نفسها التي يحملها بيان دار الإفتاء. ولا يعقل أن يكون خبر النفي الصادر عن دار الإفتاء وصل إلى محطة دون أخرى. وهذا ما يجيز السؤال عن سر تجاهل نفي الاعتداء على سماحة المفتي قباني من قبل LBC... هذا إذا لم نسأل عن سبب عدم المبادرة إلى الاتصال بدار الإفتاء للتأكد من صدقيته؟
هذا السلوك الإعلامي المخالف لأبسط القواعد المهنية، ليس بجديد على الساحة الإعلامية اللبنانية. وإذا كانت الأزمة السياسية قد جعلت منه قاعدة في الفترة الماضية، فهو غير مقبول في يوم مماثل ليوم أمس، بعدما استيقظ اللبنانيون على خبر بشع هو انفجار حافلتين تقلان ركاباً مدنيين، يمكن أي محاولة تأجيج أن تجعل منه شرارة لما لا تحمد عقباه.
تفترض الأزمات وجود إعلام مسؤول. وإذا كانت الإشارة ضرورية إلى تميّز محطتي “أي أن بي” و“أل بي سي” في نقل الخبر مباشرة، ونقل المعلومات بطريقة تتفادى إثارة الحساسيات المناطقية والسياسية، فإن التحية التي يجب تقديمها هي لمدير مكتب “الجزيرة” في بيروت غسان بن جدو الذي تفرّد بتصرّفه المسؤول إذ نقل أخبار الانفجارين من مصادرها، ولو كان ذلك على حساب السبق الصحافي بأي ثمن.