بغداد ــ الأخبار
بأية حال عدت يا عيد إلى بغداد؟ ومن قال إن عيد الحب يحط رحاله في العراق؟
آراء العراقيين اختلفت في عيد الفالنتاين، بعضهم، في العاصمة خاصة، يعرفونه ويبذلون جهدهم للاستمرار في إرسال الهدايا لمحبيهم، وبعضهم الآخر لا يعيرونه أهمية تذكر، وآخرون لم يسمعوا عنه يوماً، يقولون “إن الحاجة للأمان والاستقرار وتوفير الخدمات هي الشغل الشاغل للعراقيين في هذا الوقت الذي ازدادت فيه أزماتهم، ومعاناتهم اليومية أنستهم الحب نفسه، فضلاً عن أنهم لا يعرفون أن للحب عيداً”.
بيادر حسن، موظفة في وزارة الثقافة، استغربت السؤال عن الـ “فالنتاين” وقالت “منذ زمن بعيد نسيت هذه الذكرى التي كنت أنتظرها كل سنة، أما اليوم فقد كبرت كثيراً، الا أن ابنائي يهدون زميلات لهم بعض الهدايا تعبيراً عن حبهم واحترامهم”.
حسن خلف الموظف في دائرة الحراسات لم يسمع بهذا العيد فهو “مشغول بالحياة اليومية وكيفية تأمين لقمة العيش لأولادي، وما يفعله البطرانون لا شأن لي به”.
يصعب أن يقع المرء في بغداد على من يجول بين المتاجر بحثاً عن أجمل الهدايا، بسبب ضيق ذات اليد لدى غالبية العراقيين من جهة ولأسباب أمنية، فقد يقع تفجير في أي وقت في الأسواق أو الطرق المؤدية إليها.
وأوضح قائد نوري الراوي الموظف في احدى الدوائر الامنية: “قبل ارتباطي بزوجتي كانت تهدي إلي بعض الهدايا في هذا اليوم، لأنه، كما كانت تقول، يوم الحب، وكانت تغمرني بحنان لا مثيل له. وبعد زواجنا بسنة لم تعد تتذكر هذا اليوم، لقد أنستها الحياة اليومية حتى الاهتمام بزوجها، وعندما اذكّرها بما كانت تفعل تضحك وتقول: كنا لا همّ لنا ولا غمّ، أما الآن فأنا افكر بالاولاد والمعيشة والمفخخات”. البائع المتجول براك حسن هادي قال “أنا اعرف عيد الاضحى وعيد الفطر ورأسي السنة الميلادية والهجرية، أما العيد الذي تذكرونه فلم يسبق لي التعرف عليه، قد يكون هو عيد الاغنياء أو عيد البلدان المستقرة التي لا تعيش أزمات كالتي نعيشها”.
وأوضح محمود حسن الطالب في كلية التربية ــ ابن الهيثم: “ان الشباب في هذا اليوم وليلته يتبادلون التهاني ويقدمون الهدايا لحبيباتهم لا أكثر، لكننا الآن نخشى الاحتفال بهذا اليوم لأن البلد غير آمن ومن الممكن أن تفخخ جامعتنا ونصبح ضحايا من دون ذنب، لذلك.. ومنذ سقوط بغداد إلى الآن لم يحتفل طلاب الجامعات بهذا العيد”.
وقال نوري حسين “إن للشباب احتفالات كثيرة، وعندما كنا في اعمارهم وفي الجامعة أيضاً لم نكن نحتفل بمثل هذه الاعياد، لكن لكل زمان دولة ورجال”.
وقالت نبراس وليد: “ان العراق في وضع لا يسمح له بالاحتفال بأي عيد، ومتى استقرت الاوضاع وساد الامن وتحسنت الخدمات، فليفعل الشباب ما يريدون. والحب لأهله”.
في العراق لم تعد غابات النخيل وضفاف دجلة والفرات مقصد العشاق، الموت يتربص بالأبرياء، والاحتلال الأميركي يمنع أسباب الاحتفال والحياة.