صباح أيوب
سئم الإعلام الغربي، على ما يبدو، من “أحداث لبنان”... واحتفالاته. وملّت الصحف الأجنبية من اعتماد صيغ “التنبيه من الوقوع في الهاوية” و“إطلاق صفارات الإنذار الممهّدة للحرب الأهلية”. أما الشاشة الصغيرة فغيّرت وجهتها هذه المرة لتعطي اهتماماً أكبر لأخبارها المحلية، كلّ حسب شؤونه واهتماماته الداخلية.
إلا أن أحداث “عين علق” أسهمت أول من أمس في إعطاء خبر إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد رفيق الحريري قسماً من موقع “الصدارة”، فحاولت معظم الصحف الأميركية والانكليزية والفرنسية ربط الحدثين لجهة “التوقيت الزمني” و“تزامن الانفجارات مع التحضيرات للذكرى”. وحضرت “الذكرى” في العناوين فقط، أما “التفجيرات” فحظيت بالتحليلات والصور والفلاش باك التي ذكّرت بحادثة تفجير “بوسطة” عين الرمانة الشهيرة، والحرب الأهلية في لبنان قبل أكثر من 30 سنة. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية السبّاقة إلى مواكبة احتفال ساحة الشهداء، فعمدت إلى تحديث الصفحة الأولى على موقعها الإلكتروني، عبر تحميلها الصور الأولى للاحتفال، ونشر أخبار الوكالات. وتميّزت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” بوصفها الصريح للحكومة اللبنانية “المُحاصرة” بأنّها “مدعومة من الولايات المتحدة”، وبأنّ مناصري هذه الحكومة “يتهمون سوريا بالتخطيط للتفجيرات الأخيرة”. أما الصحف الانكليزية والفرنسية، فقد تعاملت بفتور مع خبري الانفجارين وذكرى الاستشهاد، فلم تتضمن أيّ من صفحاتها الأولى خبراً عن لبنان. وقد كان لافتاً عنوان صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية الذي وصف لبنان بـ“المريض نفسياً” يعاني اليوم “الرعب المفرط” (psychose)!
عدوى الفتور انتقلت الى المحطات التلفزيونية، وخطفَ خبر التفجيرات في إيران الأضواء، ولم يُفتح الهواء المباشر لنقل مشاهد الاحتفال في بيروت إلا في فقرة “بدون تعليق” على “أورونيوز”. أما “بي.بي.سي” و“سي.إن.إن” فاكتفتا بنقله كخبر عادي، من دون مواكبة تفاصيله كما فعلتا سابقاً.