بيسان طيّ
“حفريات وتحرّيات: حيوات نساء عربيات” هو عنوان كتاب “باحثات” الحادي عشر. هذا الكتاب السنوي الذي يصدر عن “تجمع باحثات” يحاول ــ وفق ما جاء في مقدمته ــ أن يتصدى للموقف الذي “يرفع من كينونة اللغة وفعاليتها على حساب كينونة الفرد وفعاليته”، ويسعى الى “معرفة مسارات الأنوثة في مجتمعاتنا العربية المعاصرة من خلال أساليب النساء وتعابيرهن”.
أديبات وباحثات وكتّاب شاركوا في هذا العدد فكتبوا في محاور “بنيوية النسائي المعيش”، و“عن خطاب السيرة”، و“في مواجهة الحرب”، و“مشاهد وانطباعات”، و“قراءات في سير مكتوبة”، و“قراءات في حيوات معيشة”، إضافة إلى “ومضات” كتبتها إميلي نصر الله وإيمان حميدان يونس وحنان الشيخ وعلوية صبح ونهوند القادري وغيرهن.
هكذا، ينضم الانتاج الأخير لـ“باحثات” إلى أرشيف كبير من إنتاجات التجمّع الذي ولد في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، من نقاشات باحثات من مختلف الاختصاصات والمناطق، ومن لقاءاتهن التي لم تمنعها الحواجز التي كانت قائمة في لبنان خلال الحرب.
يشدّنا الكتاب منذ الصفحة التي تسبق المقدمة، فنقرأ الإهداء موجهاً للنساء العربيات اللواتي عانين الاجتياحات والحروب والاحتلال العسكري في لبنان وفلسطين والعراق. ثم نتنقل بين مواضيعه، مثل الأمومة اليوم وما الذي اختلف عن الأمس. ثم ننتبه من خلال الأبحاث إلى أسئلة أخرى عن الأنوثة والجسد وعن التباسات في العلاقة بين الجنسين. ويشدنا العنوان عن أم كلثوم وإن كنا ننتظر أن نقرأ عنها ما يثري معرفتنا بها أكثر.
بعد كوكب الشرق، يأخذنا الكتاب في حيوات نساء مختلفات، مناضلات أو راهبات أو سيدات عاديات.
نتوقف عند جرأة إميلي نصر الله التي تروي بقية الحكاية كما لم تروها في “طيور أيلول”، فنفهم أنّ الحياة تذهب بنساء أحياناً إلى مصائر لا تعرفها الأقلام، أو نستعيد مع حنان الشيخ قصة اللقاء بليلى مراد.
“ومضات” هو المحور الأخير من الكتاب يضم مقالات وكتابات متحررة من قيود الأساليب العلمية، ومضات تظهر كأنّ القلب هو من وجّه كاتباتها وهن يروين سيراً وتجاربهن المتنوعة.

تستضيف حانة “ة مربوطة” في بيروت عند السادسة مساءً، ندوة لمناقشة الإصدار الجديد من كتاب “باحثات”، يشارك فيها كل من فريدريك معتوق، منى شرباتي، جمانة حدّاد، رشيد الضعيف ــ 352302/01