القاهرة ــ محمد محمود
ربما كانت المرة الأولى التي تستقبل فيها دور العرض المصرية خلال أشهر شباط (فبراير) ومارس (آذار) ونيسان (أبريل)، هذا الكم من الأفلام المحلية الجديدة. إذ جرت العادة أن تحتلّ الأفلام الأميركية الشاشة في هذا الموسم، إضافة إلى عدد قليل من الأعمال المصرية التي حققت النجاح في موسم الأعياد. لكنتراجع إيرادات شهري كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير)، وزيادة الإنتاج السينمائي إلى الضعف تقريباً في أقلّ من خمس سنوات، وانتقال عدد كبير من الممثلين إلى خانة البطل الأول... كل ذلك دفع بالمنتجين إلى المجازفة بالموسم “الميت”، وتقديم أفلام متوسطة الكلفة، تسعى لتحقيق مليون جنيه في شباك التذاكر، وخصوصاً أن أفلام “ما تيجي نرقص” و“مهمة صعبة” و“آخر الدنيا” لم تحقق الربح المنشود. وفيما احتفلت نيكول سابا في بيروت أول من أمس بإطلاق فيلمها الجديد “8/1 دستة أشرار”، كان من المفترض أن تستقبل دور العرض المصرية الأربعاء الماضي فيلم “إستغماية”. لكن مشاكل بين المنتج هاني جرجس فوزي ونقابة الممثلين حالت دون ذلك. ورغم أن بدء العروض الجديدة يتزامن مع عيد الحب، إلا أن الرومانسية شبه غائبة عن هذه الأفلام. وهكذا، ستحتدم المنافسة في القاهرة بين 5 أفلام، أولها “الكود 36” لمايا نصري ومصطفى شعبان، ويبدأ عرضه الأربعاء المقبل. يقدم الفيلم قصة حبّ تقليدية بين مدربة رياضية وحارسها الخاص الذي يعمل على مطاردة جماعة متطرفة تهدد حياة حبيبته، وهو العمل الأول للمخرج أحمد سمير فرج. ورغم أن مصطفى شعبان قدم أفلاماً حققت صدىً طيباً في العام الماضي، فشل حتى اليوم في حصد لقب شباك تذاكر. أما مايا نصري فتنتظر ردّ فعل الجمهور على تجربتها الأولى، حتى تنطلق في مشاريعها السينمائية الجديدة.
أما الفيلم الثاني فهو “45 يوم” لأحمد الفيشاوي وعزت أبو عوف وغادة عبد الرازق وهشام سليم، من تأليف محمد حفظي وإخراج أحمد يسري. يروي الفيلم قصة شاب يقتل والديه، ويخضع لمعالجة نفسية طويلة الأمد، بغية التأكد من صحة قدراته العقلية. ورغم أن الفيلم يناقش تعقيدات النفس البشرية، قد يقف اسم بطله الأول عائقاً أمام انتشاره، وخصوصاً أن انفصال الفيشاوي المفاجئ عن عروسه (بعد قضيته الشهيرة مع هند الحناوي)، أثار حوله الكثير من التساؤلات.
في الأربعاء التالي، يوم 28 شباط (فبراير) الجاري، سيرسخّ الممثل أحمد عيد نجوميته في عالم الكوميديا السياسية والاجتماعية. وبعد “ليلة سقوط بغداد”، يطلّ هذه المرة عبر فيلم “أنا مش معاهم” الذي يناقش قضية الحجاب والتزام الشباب دينياً، من خلال قصة طالب منحرف في كلية الطب، يجد نفسه متهماً بالانتماء إلى جماعة دينية. ويشارك في بطولة الفيلم بشرى وإدوارد وباسم سمرة، وهو العمل الأول للمؤلف فيصل عبد الصمد، أما الإخراج فلأحمد البدري.
وفي الأربعاء الأول من شهر آذار (مارس)، يعرض أخيراً “شقة مصر الجديدة” للمخرج المخضرم محمد خان، وهو الأكثر حضوراً بين أبناء جيله في موجة أفلام الشباب. الفيلم رومانسي اجتماعي من بطولة غادة عادل وخالد أبو النجا وتأليف وسام سليمان. ويتميز فيلم خان بكونه الوحيد من إنتاج جهة حكومية هي “جهاز السينما”. ويصل إلى دور العرض في الشهر المقبل فيلم “قص ولزق” الذي حقق نجاحاً كبيراًَ في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير. ويشارك في بطولته كل من شريف منير وحنان ترك وفتحي عبد الوهاب، ومن تأليف وإخراج هالة خليل. ومن المتوقع أن يعرض في الشهر المقبل أيضاً فيلم “توربيني” المستوحى من الفيلم الأميركي الشهير “رجل المطر”. وهو من تأليف محمد حفظي، وبطولة هند صبري وشريف منير وأحمد رزق، والإخراج لأحمد مدحت.