القاهرة ــ محمد محمود
قد تهدأ الضجة التي أثارتها أخيراً هالة سرحان، لكنّ الملف الساخن سيفتح باب النقاش على المنافسة المحتدمة بين الفضائيات العربية عموماً، والمصرية خصوصاً، بعدما سمح الصراع لتلك الفضائيات باللجوء إلى كل الوسائل لزيادة عدد المشاهدين ونيل رضى المعلنين.
لذا، كان من الطبيعي أن يعزو فريق عمل “روتانا سينما” الحملة التي أطلقها برنامج “تسعين دقيقة” إلى محاولة البرنامج الجديد في جذب الأضواء إليه. وبعيداً من البحث عن حقيقة حلقات هالة سرحان، لا يختلف إثنان أن “المحور” استفادت كثيراً من إحداث كل هذه الضجة. والحلقات الأربع التي تناولت القضية، حظيت بنسبة متابعة كبيرة. حتى ان برنامجي “البيت بيتك” على التلفزيون المصري و“العاشرة مساءً” على “دريم” لم يحظيا بأي اهتمام طوال الأيام الأربعة، ولولا الخجل لتناولا الموضوع نفسه. باختصار، كان برنامج “تسعين دقيقة” يحتاج إلى خبطة إعلامية مشابهة، بعدما دخل المنافسة متأخراً، ولم ينجح كثيراً في لفت الانتباه، ولعلّ قضية وزير الثقافة المصري وتصريحاته ضد الحجاب، أبرز ما قدم في البرنامج. إلا أن القضية التي أثارها البرنامج أخيراً تؤكد اختفاء أي حواجز، قد تمنع فضائية من مهاجمة زميلاتها، طالما أن المعلن هو المبرر. وقصة سرحان ليست المعركة الأولى بين المحطات في تاريخ المشهد الفضائي المصري. قبل سنوات، انفرد برنامج “القاهرة اليوم” على “أوربت” بخصوصية إعلامية. وسرعان ما تحوّل إلى برنامج للنخبة، واكتفت الصحف بنقل أبرز ما يقال في البرنامج للفئة العريضة التي لا تملك ثمن الاشتراك في القنوات المشفّرة. لذا، لم يكن مستغرباً أن يخرج “البيت بيتك” قبل ثلاث سنوات نسخة مشابهة لـ“القاهرة اليوم”، والهدف جذب مزيد من الجمهور إلى الشاشة المصرية، مع وعد لم يتحقق برفع سقف الحرية. وقد وصل الشبه بين البرنامجين إلى حد انتقال المذيعة نيرفانا إدريس من “أوربت” إلى التلفزيون المصري. وقد أغرى نجاح محمود سعد وطارق أمين وغيرهما من نجوم “البيت بيتك” قنوات أخرى، في مقدّمها “دريم” التي قررت تقديم “العاشرة مساءً”، معتمدة على مذيعة وحيدة هي منى الشاذلي، قبل أن يشاركها بعض الزملاء تقديم فقرات أسبوعية. اعتمدت الشاذلي على قدراتها الشخصية في جذب الجمهور من ناحية الجدية في طرح القضايا. واستأثرت بالمشهد لأشهر حتى قررت “المحور” اللجوء إلى الحلّ نفسه، فقدمت “توك شو” الشبيه لبرنامج الشاذلي “تسعين دقيقة”، معتمدة على معرفة الناس بمعتز الدمرادش ومساندة مي الشربيني التي عملت في “العربية” لسنوات. ووصلت المنافسة إلى حد إعلان البرنامجين في ليلة واحدة عن استضافة الشخص نفسه. وقد ساعد الضيف قرب المسافة بين استديوهي التصوير في مدينة الإنتاج الإعلامي. وقد اعتذرت الشاذلي من الجمهور بعدما ظهر ضيفها في وقت متزامن على شاشة “المحور”.
الحرب انتقلت لاحقاً إلى الإعداد والإخراج أيضاً. وشملت المنافسة أسماء العاملين في هذه المحطات. وخير دليل على ذلك، المشكلة التي تعرّض لها محمود سعد بعدما قرر الاستعانة ببعض فريق إعداد “البيت بيتك” في برنامجه “اليوم السابع” على “ام بي سي”، الأمر الذي أحدث خلافاً صدر على إثره قرار إلزام المعدّين بعدم الجمع بين برنامجين. أخيراً، تخوض “روتانا سينما” حرباً مختلفة مع “ميلودي أفلام”. قبل مدة، أعلنت “ميلودي” أنها اشترت الحقوق الحصرية لبثّ فيلم “اللي بالي بالك” على القنوات غير المشفّرة. فما كان من “روتانا” إلا أن دفعت مبلغاً أكبر للشركة المنتجة، وعرضه قبل 24 ساعة فقط من عرض “ميلودي”. واليوم تبثّ المحطتان الفيلم بكثافة.