القاهرة ـــ محمد شعير
ما زالت تداعيات “ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي” الذي اختتم أعماله الثلاثاء الماضي تتوالى في الوسط الثقافي المصري. إذ قرر الشاعران المصريان حلمي سالم وعبد المنعم رمضان إقامة ملتقى للشعراء المستبعدين في 27 من الشهر الحالي يستمر ثلاثة أيام. وستحتضن مجلة “أدب ونقد” في وسط القاهرة فعاليات الملتقى البديل الذي سيشهد ثلاث أمسيات شعرية للشعراء “المغضوب عليهم”، ممن استُبعدوا من مؤتمر المجلس الأعلى للثقافة.
الشاعر عبد المنعم رمضان أوضح لـ “الأخبار” أنّ فكرة الأمسيات الشعرية جاءت بعد استبعاد تيارات تمثّل الشعرية المصرية من الثمانينيات والتسعينيات. ويقول رمضان: “إنّ الادعاء بأنّ أسماء شابة شاركت في ملتقى الشعر لا أساس له من الصحة، لأن شاعراً مثل أحمد بخيت لا يمكن اعتباره ــ شعرياً ــ من جيل التسعينيات على رغم صغر سنه. بل هو أقرب إلى جيل شوقي والبارودي”. وأضاف رمضان: “سأقدّم أنا أمسية، وحلمي سالم أخرى، كما سنوجّه الدعوة إلى عفيفي مطر ليقدم الأمسية الثالثة. هذا لنثبت فقط أنّنا لسنا بعيدين عن هؤلاء الشباب”. وأوضح رمضان: “لسنا ضد أحمد عبد المعطي حجازي أو جابر عصفور... نحن ضد المؤسسة الرسمية التي يمثلانها. أظنّ أنّ الشعر الحقيقي ينبغي أن يتلقى دعمه من المؤسسات الأهلية المدنية بعيداً عن السلطة. هذه هي الرسالة التي نريد أن نؤكدها من خلال هذه الأمسيات”.
لكن هل ستُستبعد أي أسماء من المشاركة مثلما حصل في ملتقى القاهرة؟ يوضح رمضان: “هذه نقطة خلاف بيني وبين حلمي سالم. نحن لسنا في ديموقراطية أثينية، حيث نجمع كلّ الشخصيات لكي تدلي بصوتها. نحن نريد أن نستمتع بالشعر، وأن يتم اختيار ممثلين عن التيارات المختلفة. المؤسسة الرسمية لم تستبعد أسماءً بل تيارات واتجاهات، ونحن نريد أن نختار من بين هذه التيارات والاتجاهات ممثلين لها، والأعداد الكبيرة تمنع فكرة الديموقراطية وتحوّلها إلى مهزلة!”.
لكنّ “ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي” لم يستبعد رمضان ولا حلمي سالم ولا عفيفي مطر من فعالياته. يجيب عبد المنعم رمضان: “حلمي سالم قرّر منذ شهر تقريباً عدم المشاركة. إذ كان يتوقّع أن يتحوّل المهرجان إلى مهزلة، وأنا كنت أرجأت قراري النهائي، حتى أعرف كيف سيكون شكل الأمسيات لأنّي أتصوّر أنّه ينبغي احترام الشعر ويجب ألّا يشارك في الأمسية الواحدة أكثر من خمسة شعراء. لكنّي فوجئت بأن الشعراء المشاركين في كل أمسية يزيد عددهم على 14 شاعراً. وكان هذا هو السبب الأول لرفضي المشاركة. تأتي بعد ذلك تلك الأسماء التي مثّلت الشعر المصري، ومعظمها لا علاقة لها بالشعر من الأساس، ثم من أجل الموقف الذي تعرض له الشاعر محمود قرني الذي أُبلغ قبل يوم من افتتاح الملتقى بأنه لن يلقي أشعاره لكثرة عدد الضيوف. فكان لا بد من أن ندافع عن كرامة شاعر مثلنا لأنّ في ذلك دفاعاً عن كرامتنا جميعاً. والسبب الأخير هو الجائزة التي ذهبت إلى محمود درويش وهو يستحقها ويستحق الكثير غيرها. لكن أعتقد بأنّ الجائزة كانت “مدبّرة” قبل أن تجتمع لجــــــــــنة التحكيم لتختار من يستحقها!”.
وختم رمضان مؤكّداً أنّ هذه الأمسيات سوف تكون “بروفة” لعقد مؤتمر أكبر يُدعى إليه عدد من الشعراء العرب، حيث “سنحاول أن نتجنّب كل أخطاء المؤسسة في التنظيم والاختيار”.