رام الله ــ يوسف الشايب
شنّ الشاعر سميح القاسم هجوماً على من سمّاهم شعراء «الاستحداث»، رافضاً أن يكون كلّ ما كتبوه يندرج ضمن «شعر الحداثة». واتّهم الشاعر الفلسطيني بعضهم بمجاملة إسرائيل في قصائدهم للحصول على جائزة نوبل. وقال في لقاء جمعه بطلاب جامعة بيرزيت، قرب رام الله: «لدى قراءتي الكثير من الشعراء العرب من أجيال متعددة، يخيّل إليّ أنني أقرأ شعراً مترجماً. للأسف، بات كثيرون يكتبون لإرضاء لجنة جائزة أدبية في فرنسا أو ألمانيا أو أميركا... بل إن بعضهم بات يفصّل شعراً يحوي مغازلات لإسرائيل، لعلّها تكون طريقة سهلة للحصول على جائزة نوبل. نعم هناك من يفعل ذلك، وهم معروفون جيداً».
وسرد القاسم أمام الحضور الذي غصّت به «قاعة كمال ناصر» حكايته مع جائزة إسرائيل، تلك الحكاية التي تلقّفتها طويلاً وسائل إعلام إسرائيلية وغربية. قال صاحب “دمي على كتفي”: “بعد فترة قصيرة من حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، جاءني أستاذ جامعي إسرائيلي معروف، ليخبرني أنه حان الوقت لأحصل على جائزة إسرائيل للآداب. رفضت ذلك. لكنّه أجابني أنّ الهدف من الجائزة هو تكريم إسرائيل لي كشاعر. أجبته يومها بالحرف الواحد: بعد أن يقدّم ياسر عرفات جائزة فلسطين الأدبية، لكاتب أو لشاعر إسرائيلي، في احتفال في القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وتحت العلم الفلسطيني، قد أفكر في الأمر. فعاجلني بالقول: أنت ترتكب حماقة كبرى، فهذه الجائزة هي خشبة القفز الى جائزة نوبل».
وأكد القاسم أنّ هناك فرقاً بين الاستحداث والحداثة، مضيفاً: «أرفض عدم الاعتراف بقصيدتي ما لم أكن إليوت الرابع عشر أو شكسبير الخامس. يكفيني أن أكون سميح القاسم الأول والأخير. قصيدتي هي مركز الحداثة العربية المستمدة من أصالتنا، وليس لديّ شعور بالنقص تجاه أي شاعر فرنسي أو بريطاني أو أميركي. قصيدتي هي عنوان الحداثة العربية».
ووصف القاسم الأحداث المؤسفة في غزة من اقتتال داخلي سبق اتفاق مكة، بـ»الصراع البذيء»، فهو مسيء لتاريخنا وشهدائنا ولروح ياسر عرفات، وأحمد ياسين، رافضاً تحويلها إلى «حائط مبكى». وقال: «في تاريخ الشعوب كبوات كثيرة، ولا بد من أن ننهض ونتابع المسيرة. وهذا ما حدث في اتفاق مكة الذي نؤيّده. نحن مع حكومة الوحدة، لأنّها لا تلغي التعددية السياسية... المطلوب من العالم «القليل الأدب» الذي لطالما تحدث عن الديموقراطية، أن يحترم هذا الاتفاق ورغبة الشعب الفلسطيني».
وقرأ القاسم في لقائه مع طلاب جامعة بيرزيت، أشعاراً من ديوانه «أرض مراوغة حرير كأسد لا بأس». كما قدم قصيدة «غوانتنامو» التي انتقد فيها «الديموقراطية الأميركية الزائفة التي يمارسها زعران البيت الأبيض والبنتاغون» مشيراً إلى أن «أسماك الكاريبي المفترسة باتت تخجل من وحشية وبلطجة الأميركي في غوانتنامو».