القاهرة ـــ محمد محمود
لقد نزل تامر حسني إلى الميدان. خرج الفنّان المصري من السجن بطلاً قومياً، ليضع فنّه في خدمة الداعية الإسلامي الشهير. هل يصمد نجوم الأغنية الشبابية في وجه «التيمورية»؟

لم تكن حفلة عيد الحب التي أحياها تامر حسني قبل أيام في القاهرة، وهي تعدّ اللقاء الأول مع جمهوره بعد خروجه من السجن، سوى تأكيد على خروجه من المعمعة منتصراً. لم يحرق السجن تامر حسني. خرج أقوى، مستفيداً من جميع الظروف التي أحاطت به. فحقق نجاحاً، كان من الصعب أن يسجّله لو لم يدخل خلف القضبان. منذ صدور قرار الإعفاء المفاجئ في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اعتمد صاحب «عيني بتحبّك» استراتيجية، امتدّت على 3 مراحل: في المرحلة الأولى، اختار الصمت الذي حمل وقعاً أكبر من الكلام. آثر الابتعاد عن المقابلات الصحافية حتى لا يصطدم بقوات الأمن، وخصوصاً أنه لا يزال أحد مجنديها (حتى نيسان (أبريل) المقبل). لكنه تعاون مع بعض الصحف «الصديقة» على نشر أخباره، من دون صور لأنه كان ممنوعاً من التصوير... الخطوبة التي عاد ونفاها، استكمال تصوير المشاهد الباقية من فيلمه الأخير «عمرو وسلمى»، والمشاركة في أكثر من مناسبة فنية واجتماعية... ثم دخل تامر المرحلة الثانية بعدما شارك في احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر، ليبدأ بعدئذ التحرّك والترويج لمشاريعه المقبلة. أما الحفلة التي أحياها أخيراً في الحديقة الصينية، فقد راهن على جعلها مناسبة لانطلاقته الثانية. وعلى رغم تأجيل موعدها مرات عدة، حضر الأمسية أكثر من 30 ألف شخص. كيف لا وقد أعلن عشاقه الذين أطلقوا على مجموعتهم اسم «التيمورية»، أنهم مستعدون للتحرّك في أي وقت يطلب منهم فيه ذلك. لكن حسني لم يترك الأمور رهناً للظروف، واستعدّ بقوة للحدث. أطلق أولاً كليب أغنية «بتغيب» على شاشة «ميلودي» وأهداها إلى «جمهوره المخلص». ثم أعلن أنه سيغني في الحفلة «كما لم يغنّ من قبل». وقد حضّر سلسلة من المفاجآت للسهرة التي سجّلت أكثر من حالة إغماء! قدّم كل أغنياته تقريباً، وسبق ظهوره على المسرح شريط مصور لطفولته المعذّبة وأبرز محطاته الفنية. وأعطى الحفلة نفحة دينية عندما سجد على المسرح، وقال للجمهور: «من يحب تامر حسني عليه أن يقول الحمد لله»، علماً بأنه رحّب بغناء مقدمة برنامج الداعية الشهير عمرو خالد «دعوة للتعايش» الذي سيبث قريباً عبر خمس قنوات فضائية دفعة واحدة. وهنا، سيرتدي تامر عباءة عمرو خالد ليستفيد من شعبيته، ويقدم نفسه كمطرب ديني ووطني وعاطفي وسينمائي، خارج المنافسة. عرف حسني كيف يوظف الماكينة الإعلامية لصالحه. ومنذ أن أرسل إلى عشاقه رسالة من خلف القضبان، تحدّث فيها عن الظلم الذي تعرّضه له، و “كيف عاش حياته من دون أب لذلك لم يعرف كيف يكشف الخداع والمحتالين (!)”، كسب تعاطف الناس. جسّدت أغانيه هموم شباب مصر: من اليتيم إلى الفقير الذي لا يستطيع تدليل حبيبته، والرافض للخدمة العسكرية... هكذا خرج المئات إلى شوراع القاهرة، أثناء محاكمته، وهم يحملون لافتات كتب عليها: «تامر في القلب». وهكذا، حضر «مؤيدوه» حفلته الأولى، ليطمئنوا «الأخ الأكبر» إلى أنهم يقفون إلى جانبه.
حضر الحفلة أيضاً كل من المغنيين شذى ومحمد نور والممثلة مي عز الدين التي لم تظهر على المسرح حتى لا تستمر شائعات حبها لتامر. وهو استضاف على الخشبة الطفلة منة الله عرفة التي أدت شخصية (الطفلة) سعاد حسني في المسلسل الذي عرض أخيراً. وقدم تامر إلى منّة أغنيته الشهيرة «قلق»، ليتحول بعدئذ الاحتفال إلى مهرجان يدعو فيه حسني كل من يريد، إلى خشبة المسرح، حتى يتأكد الجمهور أنه لا يرغب في استئثار الصورة بمفرده. لكن الواقع يقول عكس ذلك. إذ إنه لم يخف فرحته بانفصال شيرين عن منتج أعمالهما تامر محروس، وهو بذلك يصبح نجم شركة محروس الأول. إضافة إلى ذلك، يستعد الثنائي لتقديم عمل سينمائي جديد بعنوان «وقت الجد بجد»، سيشارك فيه «رفيق الزنزانة» هيثم شاكر. ما جعل المنتج محمد السبكي يرفض متابعة تصوير مشاهد «عمرو وسلمى» قبل أن يتأكد من عدم صدور فيلم محروس في الصيف المقبل. وعلى رغم أن حسني يرغب في تقديم فيلمين في موسم واحد، فقد لا تتوافق حسابات المنتجين مع طموحات المغني الذي يرغب في إكمال المســيرة انطلاقاً من لحظة توقّف مــــشاريعه عندما طرق رجال الأمن بابـــــه وســـــاقوه مــــــقيّداً إلى قـــاعة المحكمة.
يُذكر أخيراً أن قناة «ميلودي» التي بثّت حملات ترويجية مكثّفة لحفلة الحديقة الصينية، ستعرض الأمسية حصرياً على شاشتها الأسبوع المقبل، لكنها لم تحدد موعد العرض بعد.