أهلية بمحليّة!
وفيق قانصوه

ليس معلوماً لماذا قررت “أل بي سي” اطلاق اسم “بكل جرأة” على البرنامج الذي تقدمه مي الشدياق. كان يمكن، مثلاً، أن يسمى “بكل محبة” أو، ربما، “أهلية بمحلية”. فالمشاهدون، أمثالنا، لا بد من أن يتساءلوا عن مكمن “الجرأة” في برنامج تقدمه الشدياق، ويستضيف النائبين الحالي عاطف مجدلاني (تيار “المستقبل”) والسابق فارس سعيد (“القوات اللبنانية”؟).
الحلقة التي بثت أول من أمس، كانت أشبه بجلسة زجل حميمة بين متحابين من عشاق “أحب الحياة”، على طريقة “تكتك حجلكم جاوبوا حسوننا”، لولا أن عكّر صفو “القعدة” صوت من “أدغال” البقاع للنائب علي المقداد (“حزب الله”) الذي اتصل لتصحيح ما أورده مجدلاني عن خلاف بين حركة “أمل” و“حزب الله” يحول دون تعيين مجلسي ادارة لمستشفيي بعلبك والهرمل الحكوميين. ذكّر المقداد مجدلاني، وهو في المناسبة رئيس لجنة الصحة النيابية (!)، بأن المجلسين معينان منذ نحو سنة، والمستشفيين يعملان طبيعياً.
تشعب الحديث مع المقداد “لنستغلّ حضورك معنا (من الأدغال نفسها؟)”، على ما قالت الشدياق، الى سؤاله عن “استعدادات البقاعيين للعصيان المدني”. ولمّا أشار النائب الى أن أهالي المنطقة يدفعون الرسوم للدولة، ربما أكثر مما يدفع أهالي باقي المناطق اللبنانية الأخرى، لم تتمالك شدياق من “استدعاء” ابتسامتها “الشهيرة”، مديرة عينيها بين ضيفيها في الاستوديو اللذين بادلاها الابتسامة “بأحسن منها”، وهي تسأل باستغراب: هل هناك عدّادات كهرباء في بيوت البقاعيين؟
هكذا، بابتسامات صفراء وهزّ الرؤوس استهزاءً واستغراباً، أخرجت المقدمة وضيفاها، عن القانون، وربما عن المدنية، شريحة واسعة من اللبنانيين من كل الطوائف. (ألم يتقاتل أهالي عرسال والقرى المجاورة لها أخيراً كرمى لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة؟)، وصنّفتهم لصوصاً يسرقون مال الدولة. ألا يستدعي ذلك تغيير اسم برنامج شدياق الى... “بكل وقاحة”؟