القاسم المشترك بين الأعمال التي احتضنتها الدورة الحادية عشرة لـ“معرض الصورة” في مراكش، وفق المصوّر المغربي جعفر عاقيل، هو أنّها تكثيف لمقاربات وآفاق إبداعية ذاتية. وقد رأى عاقيل، رئيس “الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي”، في افتتاح المعرض، أنّ التأمل يكشف أنّنا أمام بورتريهات موقّعة بصيغتي المفرد والجمع، في الوقت عينه. إذ “إنّ مختلف الأسئلة التي تثيرها صور المشاركين، تشترك في إظهار قدرة الموضوع على تمثيل الإنسان في أبهى صوره”. لقد حاك الفنانون، على اختلاف مشاربهم الفنية والجمالية ومفرداتهم البصرية، صورةً واحدةً... وأفقاً واحداً هو رصد الحالات النفسيّة المركّبة من خلال الوجه، وتأطير الإنسان داخل فضاءاته الحميمية في كل الحالات. ورأى عاقيل أنّ أهم ما يميز أعمال هذه الدورة هو وعي المصوّر المغربي بـ“العدول عن وهم التمثيل والمماثلة وموضوعات الهوية وإرغامات التقليد والنسخ والمحاكاة”. إذ بدا مسكوناً بالتركيب والتوفيق بين مكوّنات بصرية متعدّدة المرجعيات، ومساءلة قواعد المنظور، والانزياح عن تقاليد المشاهدة التي رسّختها ريبورتاجات المتلصصين... المثقلة بالبؤس والكسل والخمول البصري. وختم قائلاً: “لا ندري، هل هي بداية ازدهار وعي وحساسية فوتوغرافية جديدة؟”.