جوان فرشخ بجالي
حفريات أثرية في لسيان تيبي (مدينة من الألف الثالث قبل الميلاد) في أزمير عند الشاطئ التركي تسهم بمعرفة تقنيات بناء حائل الأمواج، فيعتقد أن على شاطئها عرف الإنسان القديم الإبحار، ومن ثم طور إمكانات التحكم بالبحر وأحواله.
ويقول مدير الحفرية الأثرية في المدينة والعالم، حياة اركنال: “إن حائل الأمواج الذي بُني في لسيان تيبي هو الأقدم في العالم. وحائل الأمواج اليوم من أهم مقومات الحياة والهندسة البحرية في العالم. فهو يبنى على مسافة من الشواطئ لحماية المرافئ والأساطيل من الأمواج العالية، وخاصة في فصل الشتاء والاعاصير”.
وفي إطار كشف معالم وتاريخ حائل الأمواج والمدينة القديمة، يعمل فريق من علماء الآثار الأتراك في حفريات أثرية مزدوجة: جزء منها على الأرض والجزء الآخر تحت المياه لكشف ومعرفة كل التقنيات التي كانت تستعمل للمحافظة على هذه المدينة التي كانت بمثابة ممر لعدد كبير من الحضارات. فهي، بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الساحل بالبحر كانت مركزاً تجارياً ضخماً وعرفت فترات من الازدهار.
وبحسب علماء الآثار، فحائل الأمواج الذي بناه أبناء هذه المدينة هو الأقدم في العالم، وكان يحميها من الرياح الشمالية ويكمل سور المدينة. ويقول إن العمل جارٍ لمعرفة امتداد المدينة في الداخل وعلى الشاطئ.
ويؤكد اركنال أن المدينة التي كانت محاطة بسور عالٍ انقسمت إلى جزءين: وسط المدينة حيث كانت تقوم المحال التجارية والأبنية والأكروبول حيث بني القصر والمعبد وكان مقر المدينة الديني والاقتصادي. وأهم ما اكتُشف هذه السنة كان مرساة سفينة صنعت من المعدن والخشب وهي فريدة من نوعها، إذ جرت العادة أن يكون من الحجر، وجزء من سفينة غارقة يجري اليوم العمل على انتشالها من المياه الجوفية لعرضها في متحف اللقى البحرية.