جوزف سماحة، لم تخسره «الأخبار» فقط. رثاه الصحافيون في مختلف الدول العربية وقدّموا شهاداتهم فيه لليوم الثالث على التوالي. وإذا كانت بعض الصحف العربية قد اكتفت بنقل خبر الوفاة غداة الإعلان عنه، فإن العديد من الأقلام على امتداد الوطن العربي ودول الاغتراب، رثت الراحل بكثير من المحبة والاحترام والاعتراف بفداحة الخسارة. في لبنان، لا تزال الوسائل الإعلامية تتوافد إلى مكاتب «الأخبار» لإعداد تقارير خاصة عنه، وتحضّر مؤسسات أخرى لملاحق تكرّمه. وكانت قناة «المنار» قد خصّت جوزف سماحة مساء أول من أمس بتحية من خلال برنامج «قضايا الناس» الذي انتقل إلى مكاتب الصحيفة، واستقبل فيه عماد مرمل رئيس مجلس إدارة «الأخبار» ابراهيم الأمين، وعدداً من الصحافيين الشباب، إضافة إلى رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان الذي أفرد بدوره صفحات جريدته لنشر شهادات في صديقه. ولليوم الثالث على التوالي، خصّت «صوت الشعب» جوزف سماحة ببرامجها، وكانت «سهرية» ليل أول من أمس بمثابة تحية موجهة إليه، على وقع أغنيات الشيخ إمام التي كان يحبها.
وفي لندن حيث توفي، ودّعت جريدة «القدس العربي» جوزف سماحة بتحقيق موسّع جمع فيه ناظم السيّد شهادات في «الكاتب الأخلاقي الذي جعل من الرأي الآخر دافعاً للكتابة». وقد رثاه في التحقيق عدد كبير من مثقفي لبنان وشعرائه، مثل: شوقي بزيع، جودت فخر الدين، صباح زوين وحسان الزين ...
أما في مصر التي فات الصحف الرسمية فيها خبر غياب جوزف سماحة كما غاب من قبله خبر إدوار سعيد، فإن المواقع الإلكترونية الشابة حيّته، ووصفه موقع حزب الكرامة العربية (تحت التأسيس) بـ«العابر من اليومي إلى التاريخي». كما نشرت جريدة «الدستور» تحقيقاً عن حياته، مواقفه، وعلاقته بمصر والعروبة.
وفي الأردن التي تابعت الخبر منذ الإعلان عن وفاة سماحة، نشرت «جريدة الغد» شهادات للصحافيين: ياسر أبو هلالة وأيمن الصفدي. فكتب أبو هلالة عن رحيل جوزف «رحيلاً يليق به. مثقف بجرأته كان من المفترض أن يقضي بعبوة ناسفة أو طلقة كاتمة أو قصف في أتون المعارك، أما أن يقضي نائماً في برد لندن فذاك المستبعد. موته جسّد إنسانيته ونزاهته ووفاءه». ورأى الصفدي أن «تاريخ جوزف سماحة هو التزام مبادئ واحترام مهنة. تختلف معه ويختلف معك. لكنه كان يعرف كيف يختلف. كان مثقفاً يحاجج ويناقش لا عقائدياً يقول ولا يسمع». أما التكريم فجاء من فرنسا التي أحيت ذكرى «الصحافي اللبناني الذي يحمل الجنسية الفرنسية»، معتبرةً أن الصحافة العربية خسرت بوفاته «أحد كبار أعلامها»، ولو أنّ قلمه كان «حادّاً أحياناً». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي للصحافيين: «كان جوزف سماحة صحافيا لامعاً وصاحب مقالة، موهوباً اتّسم قلمه أحياناً بالحدّة». ويتم التحضير لتقارير خاصة عنه على أكثر من وسيلة إعلامية فرنسية، ولا سيما إذاعتي “أر تي أل” و “أوروبا 1”.