بعدما اخترق دفء صوتها صقيع استوكهولم في وقفة تضامنية نظمها «الصليب الأحمر» لنبذ العنصرية، أسهمت موهبة فايا يونان وجمالها مناصفةً في ترك أثر طيب لدى جمهور محدود شاهدها. لكن سرعان ما توجتها السوشيال ميديا نجمة بعدما قدمت مع أختها ريحان فيديو «لبلادي» لينتزع خلال أسابيع نحو 1.8 مليون مشاهدة على يوتيوب، ويفتح باب الحضور الإعلامي أمام الفتاة السورية المغتربة. هكذا، قررت أخيراً احتراف الغناء. ورغم سيل العروض التي قدمتها لها شركات الإنتاج، إلا أنها اختارت طريقة مختلفة لتمويل أغنيتها الأولى، على أن يضمن لها هذا التمويل استقلاليتها وحريتها في الخيارات الفنية. ستمول الأغنية من حملة تبرعات انطلقت يوم الجمعة 20 آذار (مارس)، وستنتهي في 20 نيسان (أبريل) على موقع «ذومال» Zoomaal الذي يعدّ منصة التمويل الجماعي الرائدة في العالم العربي. في اتصالها مع «الأخبار»، تشرح فايا يونان هذه الفكرة، قائلةً: «هذه الحملة تتوجه إلى المهتمين بالفن.

يمكن أي شخص أن يشارك فيها ويدفع المبلغ الذي يريده، على أن تصله هدية تتناسب مع حجم المبلغ الذي تبرع فيه.
هذه الطريقة تعتبر جديدة في العالم العربي، لكنها معتمدة ومكرسة في أميركا حيث يعشق الجمهور هناك مشاركة الفنان عمله والإسهام في إنتاج ألبوماته. لست الوحيدة التي أجرب هذه الطريقة، فقد سبق للفنانة تانيا صالح أن جمعت مبلغ 50 ألف دولار أميركي لعملها. في هذه الحملة، نود أن نصل إلى 25 ألف دولار أميركي لتسجيل الأغنية وتصويرها. وفي حال جمع مبلغ أكبر، سيُستثمَر في الترويج لها».
لكن لماذا تختار يونان الطريق الأصعب من دون ترك المهمة لشركة إنتاج تتبنى موهبتها؟ تردّ: «بعد انتشار فيديو «لبلادي»، أتتني عروض كثيرة، لكنها لم تناسبني. غالبيتها كانت تريد فرض صيغ معينة وأسلوب محدد يحقق الربح ليكون عملاً تجارياً في الدرجة الأولى، لكن بهذه الطريقة ضمنت استقلاليتي، وتخلصت من شروط المنتج، وسأغني ما أحبه من دون قيود أو شروط، على أن يكون العمل بمثابة هويتي التي ستجذب الشركات المهتمة بأعمال شبيهة لاحقاً». أما عن الأغنية الجديدة، فتشرح أنها خليط بين المشاعر الوطنية والعاطفية، لكن الأهم أن الأمل هو عنوانها رغم أنها لا تنكر حجم الخراب الذي تغرق فيه المنطقة، لكنها تحرص على بث جرعة أمل.
من جهة ثانية، تفيد بأن القصيدة صارت تقريباً جاهزة وستُعلَن الأسماء التي تعاونت معها قريباً.