باسم الحكيم
إذا كانت الدراما المحلية غائبة عن قناة «المنار» منذ انتهاء الحلقات المنفصلة ـ المتصلة «آية وحكاية»، فهي تحضر بخجل في برنامج «مشكلة ورأي» الذي يرصد المشاكل الأسرية والاجتماعيّة، في قالب يجمع بين النقاش داخل الاستديو والدراما المصوّرة. وتكتب قصة هذه التمثيليات معدّة البرنامج ليلى شمس الدين، فيما يعدّ السيناريو والحوار محمد النابلسي، ويتولى الإخراج أسامة شعبان. وتشارك في بطولة المشاهد الدرامية مجموعة من الممثلين، بينهم: آمال عفيش، ومجدي مشموشي، وختام اللّحام، وتقلا شمعون، وعلي الزين، ومي صايغ، وفيصل أسطواني وخالد السيد، وليليان نمري...
وبعد أكثر من عام ونصف على إطلاق البرنامج بصيغة تجمع بين الحوار والدراما، وتطرّقه إلى المشاكل العائليّة ومحاولة معالجتها بعمق، قررت إدارة «المنار» إعادة برمجة «مشكلة ورأي» في وقت الذروة، بعد أن كان يعرض عند السادسة من مساء يوم الاثنينالخلافات بين الزوجة وأهل الزوج، وحدة المسن، الخوف عند الأطفال، التوحّد، أثر الطلاق في الأولاد... جملة من العناوين التي طرحها البرنامج. فكيف يتم اختيار المواضيع؟ توضح شمس الدين أن «الأولوية المطلقة هي للمشاكل الاجتماعيّة. لكننا لا نغض الطرف عن بعض التحديات الاقتصاديّة والمعيشيّة مثل الصرف التعسفي للعمال». أما بالنسبة إلى اختيار القضايا، فتكشف أنها تستقي أخبارها من القضايا الاجتماعيّة والقانونيّة المتداولة في الصحف، وعن طريق أشخاص من لبنان ومن العالم العربي، يتحدثون هنا وهناك عن معاناتهم. وتشرح مثلاً عن «حلقة أعدّتها على أساس اتصال سيّدة سعودية بالبرنامج، تخاف الوحدة في المستقبل. إضافة إلى مكالمة من سيدة كويتيّة، تحكم على نفسها بالفشل الدائم حتى في تربية أبنائها». وتؤكد شمس الدين على أمانتها في كتابة الشق الدرامي للقصّة المأخوذة من أرض الواقع، «فلا أستبعد أي عامل مؤثّر في سياق الأحداث، لكنني ألجأ إلى تغيير الأسماء وبعض التفاصيل التي قد تؤدي إلى الكشف عن هويّة صاحب المشكلة».
ولأن الدراما هُنا هي في خدمة القضية المطروحة، تتحدث شمس الدين عن صعوبات تواجه كاتب السيناريو في خلق الحبكة الدراميّة أحياناً، وهو ما يجعلها تلجأ إلى تغليب الشقّ الروائي في المشاهد التمثيلية». لكن إلى أي مدى تلتزم دراما البرنامج التي لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة، بشروط تتعلق بالضوابط الشرعية، وتفرضها القناة على مسلسلاتها؟ تؤكد شمس الدين «إصدار الإدارة قراراً بأن يكون هذا البرنامج استثناءً عن القاعدة، باعتباره يطرح مشاكل حقيقية لعائلات لبنانيّة وعربيّة مسيحيّة ومسلمة، وذلك حرصاً على عدم إفقاده واقعيته». وتشير إلى أن البرنامج لا يكتفي بطرح المشاكل من بعيد، بل كثيراً ما يجد الحلول المعنوية والمادية للحالات التي يناقشها. وتوضح: «هكذا مثلاً، ما زلنا نتلقى اتصالات لمساعدة تلك الفتاة التي اضطرتها الظروف المادية الصعبة إلى بيع إحدى كليتيها. كذلك بالنسبة إلى صبية أخرى في العشرين، تعاني من شلل دماغي، وتعجز عائلتها عن تأمين العلاج بسبب كلفته المرتفعة. وقد نجحنا في تأمين المساعدة لها من خلال إحدى الجمعيّات الإنسانيّة، وأخذنا وعداً من وزير الصحّة بالتكفل بها». كذلك تشير إلى قصة طفل، يعاني من مرض التوحّد، تكفّلت الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي، رئيسة مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد، بمتابعة حالته».
أما حلقة الليلة، فتحمل عنوان: «مدرّسون.. أميّون»، وتضيء على سوء معاملة بعض المدرّسين لطلاّبهم. كذلك تطرح قضية طالبة عانت من سوء معاملة إحدى مدرّساتها، وهو ما أدّى إلى انعكاسات نفسيّة وتعليميّة سلبيّة عليها. ويشارك في التمثيلية لارا الخوري بدور المدرّسة، وماريبال صوما بدور والدة الطالبة، وعصام الأشقر بدور والدها. وفي الشق الحواري، تستقبل المقدمة سوزان شعيتو كلًّا من اختصاصيّة علم النفس المدرسي صباح صليبا، والباحث التربوي سلطان ناصر الدين ورئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر.
الاثنين 18:00 على «المنار» الفضائيّة / الجمعة 20:30 على «المنار» الأرضية