هل تحدث معجزة، ويعود التلفزيون المصري إلى الصدارة؟ هذا السؤال يقضّ مضجع أسامة الشيخ، رئيس قطاع «النيل» للقنوات المتخصصة، منذ اختاره وزير الإعلام أنس الفقي لتلك المهمة قبل ثلاثة أشهر تقريباً. وبهذا القرار، أصبح الشيخ أول قيادة إعلامية تأتي من خارج التلفزيون، وتحظى بترحيب غير مسبوق من الصحافة المصرية، بشكل وصفه هو شخصياً بأنه لم يكن في مصلحته. لماذا؟ لأن هذه الحفاوة جعلت الجمهور المشتاق إلى شاشاته الوطنية، يظن أن الشيخ الذي عمل في art و«دريم» و«الراي» يمتلك عصا سحرية تحقق المعجزات. خصوصاً بعدما أعاد الحياة، ولو بشكل محدود، إلى قناة «النيل للدراما» خلال شهر رمضان، حتى أنها تفوقت على القناتين المصريتين الشهيرتين «الأولى والثانية».
لكن الطريق في التلفزيون المصري ليست مفروشة بالورود. والشيخ يرى أن المشوار طويل، وأنه طبق فقط قواعد مهنية بسيطة أحدثت بعض التغيير. وهو يراهن على تحقيق نقلة نوعية قريباً. وبعد الدراما، بدأت خطط التطوير تشمل قنوات المنوعات والأسرة والطفل والرياضة، ويليها الثقافية والتنوير. فيما يدرس الشيخ اليوم الملف الشائك لقناة «النيل للأخبار»، وهو الملف الأضخم على مكتب الشيخ الذي بدأ مشواره المهني في ماسبيرو منذ 30 عاماً، لكنّه غادره سريعاً ليتخصص في إطلاق المحطات العربية. وفيما ينتظر قطاع «النيل» للقنوات المتخصصة، اقتحام الإعلانات للمرة الأولى هذه الشاشة، بعدما خاصمها المعلن منذ انطلاقها، يضع الشيخ في مقدمة اهتماماته حلّ أزمة «التشفير» التي وضعت قنوات المنوعات والدراما والرياضة تحت قبضة الشيخ صالح كامل منذ سنوات طويلة، وجعلتها بالتالي قنوات «مشفرة».
وكشف أسامة الشيخ عن سرّ عرض «الملك فاروق» على قناة «النيل» للدراما، مؤكداً أن المسلسل أعاد فتح ملفات قديمة، وجعل فئة عريضة من الجمهور تسأل عن «جدوى ثورة يوليو»... لذا، «كان لا بد من عرضه، وإقامة ندوات تلفزيونية تضيء على الجوانب السلبية والإيجابية في العهد الملكي».
أما المفاجأة الجديدة، فهي اقتراب قناة «النيل للدراما» من عرض مسلسل «المصراوية» قبيل نهاية العام الجاري، فيما المفاوضات اليوم تتوقف عند بعض التفاصيل المادية. أما الشيخ فيؤكد أن المال لن يقف عائقاً أمام عودة أسامة أنور عكاشة إلى الجمهور المصري، وأن الوقت قد حان حتى تنتهي غربة المشاهد الضائع بين الفضائيات العربية!