باسم الحكيم
عرفناه ممثلاً يغنّي في أوقات الفراغ، فإذا به
يطلّ علينا مخرج فيديو كليبات... هذا ليس كل شيء: في عزّ انشغاله بتصوير المسلسلات الدرامية وتسجيل الأغنيات، ها هو يخوض أخيراً تجربته الأولى في الكتابة التلفزيونيّة


يعشق باسم مغنية أن يطلق عليه الناس لقب الفنان الشامل، لذا تراه يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال تنقّله بين التمثيل حيناً والغناء والإخراج أحياناً.
هذه الأيام يواصل مغنية تصوير مشاهده في الدراما الاجتماعيّة البوليسيّة «ورود ممزقة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف الذي ينهي تنفيذ العمل مع نهاية العام الحالي. هو هنا شاب مثالي يعيش مع زوجين (خالد السيد وريموند عازار)، يكتشف بعد عشرين عاماً أنهما ليسا والديه الحقيقيّين، لكن ربّياه منذ كان طفلاً، لإنقاذه ممن كان يخطط لقتله والتخلص منه. ولأن الكاتب يبحث دوماً عن الخطوط الدرامية المتشعّبة، تستنجد بباسم فتاةٌ (فيفيان أنطونيوس)، لينقذها من الظلم الذي تعيشه مع شاب ثري (مازن معضم)، ثم يكتشف في ما بعد أنه شقيقه من والدته (نهلا عقل داوود). تتقاطع الشخصية التي يؤديها مغنية في هذا العمل مع تلك التي جسّدها في مسلسل «خطايا صغيرة» قبل نحو عامين. يعترف بتشابه الخطوط العريضة للعملين، «غير أن الفرق بين ساري في «خطايا صغيرة» ورالف في «ورود ممزقة»، هو أن الثاني مهندس لديه استقلاليته، على عكس الأول الذي يهيم في الشوارع هرباً من المتآمرين عليه».
في الوقت نفسه، يستعدّ الممثل اللبناني للبدء مطلع العام الجديد بتصوير الجزء الثاني من قصة «زهرة الخريف»، من سلسلة «حكايات» للكاتب شكري أنيس فاخوري وإنتاج PAC، إلى جانب كارمن لبّس، وفيه تستكمل حكاية الجزء الأول التي انتهت بالزواج: فكيف سيواجه الحبيبان انتقادات المجتمع؟ وهل ستستمر قصة الحب بعد ارتباط امرأة أربعينيّة بشاب في منتصف العشرينيات، أم يتسرب الملل إلى علاقتهما جراء روتين الحياة اليوميّة؟ وأخيراً، هل ستتمكن الزوجة من إنجاب الأطفال؟ يرفض مغنية كشف التفاصيل، مؤكداً أن الجزء الثاني يحمل الكثير من المفاجآت.
وماذا عن الكوميديا الاجتماعيّة «مطلوب عروس» للمخرج زناردي حبيس والكاتب أندريه شاهين؟ يوضح مغنية أنه صوّر حلقة تجريبية نزولاً عند طلب المخرج، «لكنني لا أعرف شيئاً عن مصير العمل حتى اللحظة». وهو يؤدي فيه شخصيّة شاب أرسله والده إلى الخارج لدراسة الهندسة الزراعية، ليُفاجأ به مخرجاً بعد عودته إلى أرض الوطن. وبعد نحو عام على إعلانه مشروعاً تلفزيونياً يجمعه مع نجم عالمي، يتكتّم عن ذكر اسمه ويمتنع عن كشف التفاصيل، «بطلب من الجهة المنتجة التي تمنّت علينا التزام الصمت حتى يبدأ التصوير خلال العام المقبل».
قريباً، سيتحوّل مغنية إلى الكتابة التلفزيونية للمرّة الأولى من خلال مسلسل تراجيدي يحمل عنوانين مبدئيين هما «كلّ العمر» أو «صدى السنين». وقد أنهى عبد اللطيف مروة كتابة السيناريو والحوار في 16 ساعة تلفزيونيّة، تنتجها شركة «فينيكس بيكتشرز إنترناشيونال» مع بداية العام الجديد. ويوضح أن «الأحداث تدور حول شاب جامعي يدرس الطب، ويعمل على سيّارة تاكسي لتوفير لقمة عيشه ووالده، بعدما استأثر عمه بالثروة، وحرمه الميراث. ويقع في غرام فتاة يكتشف لاحقاً أنها ابنة عمّه».
وعندما تسأله إذا كان متأثّراً بالدراما المكسيكيّة ليكتب مثل هذه القصة، يجيب وكأنه ينفض اتهاماً عنه: «القصة أعمق بكثير من الروايات المكسيكية، والحكم في النهاية للجمهور».
وإذا نجح مغنية في تكريس اسمه في عالم التمثيل خلال السنوات الأخيرة، فإنه لم يستطع تحقيق نجاح مماثل في الغناء. ومع ذلك يصرّ على استكمال المشوار، مطلقاً قبل نهاية العام الحالي أغنيته الجديدة «إنت كثير عليي»، من كلمات وألحان باسم يحيى. يرفض اتهامه بالتعدّي على كار الغناء، «لأن الفن بشكل عام مرتبط ببعضه ارتباطاً وثيقاً»، مشيراً إلى أن «الغناء حلمي، ولا أحد يمكنه منعي من تحقيق هذا الحلم».
يقوّم تجربته بين الأمس واليوم على مستوى الغناء، فيرى أن أداءه تطوّر كثيراً منذ أدّى أول أغنية قبل نحو ثلاث سنوات. ويوضح: «هذا يعني أنني إنسان مثابر، يتعب على عمله. وأدرك أنني أفضل من مئات الموجودين على الساحة حاليّاً... لا أنكر أن ما أقدّم يحمل بعض الشوائب، لكنني أعمل على تحسين الأخطاء». ويستغرب: «لماذا يُلام الممثل إذا قرر احتراف الغناء، وتُفرش الأرض بالورود حينما يقرر المطرب التوجّه صوب التمثيل؟».
لكن هذا ليس كل شيء. قريباً من الغناء، دخل باسم مغنية ميدان الإخراج بقوّة، وبعدما أنهى تنفيذ أغنية «قال إيه» من كتابة وألحان وغناء زياد برجي على طريقة الفيديو كليب، يصوّر نهاية هذا الأسبوع كليباً جديداً لأغنية «عم يمضى الوقت» للفنانة باسكال مشعلاني.