«أرجوكم لا تهملوا الثرثرة» هذا ما يردده المسؤولون في شركات أميركية أمام موظفيهم، والجديد أن المديرين في شركتي «إنتل» و«ديلويت إند تاتش» قد أرسلوا إلى الموظفين رسائل إلكترونية طالبوهم فيها بعدم استخدام البريد الإلكتروني أيام الجمعة من كل أسبوع.المبادرة غريبة، ولكن تبيّن أخيراً أن الموظفين في شركة «إنتل»، مثلاً، لا يغادرون مكاتبهم أبداً للتحدث إلى زملائهم، بل إنهم يكتفون بتبادل الرسائل عبر شبكة الإنترنت للتنسيق والتشاور في أمور العمل. وأكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن 15000 موظف في فرع الشركة في كاليفورنيا لا يتبادلون أطراف الحديث أبداً، ولا يخرجون من مكاتبهم الصغيرة والضيقة لساعات.
وفوجئ المسؤولون في الشركة بأن هذا التصرف أثّر في القدرة الإبداعية لدى العاملين، وتدنت نسبة الاقتراحات التجديدية التي يتقدمون بها.
العاملون في شركة «كيوبيل» لا يتخلّون عن كمبيوتراتهم الشخصية ولو لدقائق، يحملونها أينما ذهبوا، وحين يحتاجون إلى نصيحة أو مساعدة من زميل لهم في العمل، فإنهم يفضلون أن يطلبوا المساعدة من خلال رسالة إلكترونية. لقد نسي بعضهم وجوه الآخرين، وخلت الرسائل من أي كلمة شكر أو تحية، إذ تتضمن فقط ما هو مطلوب من الآخر، ولا تزيد الرسالة على سطر، وقد تتضمن كلمة واحدة أحياناً.
أما في شركة «ميرا بوينت» فإن تصرف بعض العاملين يصبح «هستيرياً» إذا مرت 15 دقيقة من دون أن يتلقى العامل إجابة من زميله، فيشرع في إرسال الرسالة تلو الأخرى إليه مطالباً إياه «بردّ سريع جداً جداً».
ما العمل؟ وكيف تُحلّ مشكلة انقطاع التواصل بين العاملين في شركة واحدة؟ وهل تسير الشركات الأميركية كلها على خطى «إنتل»؟
وكيف يمضي الموظفون يوم الجمعة إذا لم يستخدموا البريد الإلكتروني؟