فاطمة داوود
حلمت سلاف فواخرجي طويلاً بتقديم عمل درامي من كتابة والدتها ابتسام أديب وإخراج زوجها وائل رمضان... وما إن بدأ التصوير حتى نشبت الخلافات مع المنتج نجدت أنزور. ما قصة الصراع حول «اسأل روحك» الذي يعرض الليلة على «أبو ظبي»؟

لم يكن الاتصال بالممثلة السورية سلاف فواخرجي مهمةً سهلة، مساء أول من أمس، إذ كانت لا تزال تحت وقع الصدمة، بعد تلقّي زوجها المخرج وائل رمضان إنذاراً قانونياً بالتوقّف عن إخراج مسلسل «اسأل روحك» الذي صورت حلقتان منه، ويعرض مساء كل سبت على قناة «أبو ظبي»... منزلُ جميلة جميلات الدراما السورية شهد حركة غير اعتيادية، وخصوصاً من أصدقاء سمعوا عن الواقعة، فجاؤوا لمواساتها. ومع ذلك، ردّت سلاف على الهاتف. بدا صوتها محشرجاً ومتقطّعاً. وقبل السؤال بادرت إلى القول: «مشكلتي كبيرة جداً، لم أتخيّل يوماً أن أواجه قضية مماثلة في مسيرتي المهنية، لقد صدمتُ حقاً بهذا الوسط الفني الذي يفتقر إلى أدنى المعايير المهنية».
لكن القضية لا تتعلّق بسرقة إحدى الممثلات دوراً بسيطاً لها في مسلسل أو فيلم، بل يرتبط بمشروع ذي قيمة معنوية كبيرة بالنسبة إليها: «مسلسل «اسأل روحك» يعدّ بمثابة حلم كبير في حياتي، وخصوصاً أن والدتي ابتسام أديب تولّت كتابته، فيما تكفّل زوجي وائل رمضان بإخراجه، وهو عبارة عن حلقات منفصلة ـــ متّصلة، استُوحيت من أغاني أم كلثوم، إذ يروي العمل قصصاً اجتماعية واقعية تتّخذ من الموسيقى خلفية للأحداث». وتشرح سلاف موضحةً قصة الخلاف: «عرضتُ فكرة العمل على المخرج نجدت أنزور، فوافق على إنتاج المسلسل من خلال شركة «بانة للإنتاج» التي يملكها مع عماد ضحية ومفيد الرفاعي. وبعدما نفّذنا القصة الأولى من السلسلة، توقف التصوير لمدّة تسعة أشهر، لم يتعاقد خلالها وائل رمضان مع أي شركة إنتاج أخرى، كي يكون على أهبة الاستعداد لأي عودة سريعة إلى مواقع التصوير. هكذا انتظرنا لأشهر من دون جدوى إلى أن اتصل نجدت أنزور ليعلمنا بضرورة استكمال الحلقات، لأن إحدى المحطات الفضائية اشترت الحقوق الحصرية لعرضه. التزمنا بالمواعيد، وصوّرنا القصة الثانية، فيما بدأت قناة «أبو ظبي» بالترويج لبدء العرض الأول. وهنا تلقينا المفاجأة: الإعلان الذي يعرض على الشاشة الإماراتية، لم يتحدّث سوى عن بطلة واحدة هي جيني إسبر، فيما أغفل جميع كبار الممثلين المشاركين فيه، أمثال أسعد فضّة وعبد المنعم عمايري وسامية الجزائري، ولم يُذكر اسمي أبداً.
إذاً، لم يرُق لفواخرجي وزوجها مخرج العمل، الطريقة التي ظهرت فيها الأسماء في الإعلان الترويجي على قناة «أبو ظبي». كذلك انزعجت والدتها الكاتبة ابتسام أديب من هذا التصرّف، فطالبوا جميعاً بعدم التدخّل في العمل، وفق المحسوبيات والانحياز لفئة دون أخرى. لكن الخلاف تخطّى الجدل والنقاش لينتقل الى ساحات المحاكم السورية. وتقول سلاف: «تلقّت والدتي إنذاراً قانونياً قبل أيام. ورفعوا دعوى قضائية أمام قاضي الأمور المستعجلة للحصول على النصوص الكاملة للمسلسل، على رغم أن الكاتبة سلّمت ثمانية منها، لذا نصرّ على أن هذا الإنذار كيدي. وبعد يومين من الإنذار الأول فقط، أرسلوا إنذاراً آخر لوائل بحجّة أنّه توقف عن تنفيذ الإخراج من دون سبب، مع أنّ الرفاعي هو من أعلمنا بأنّ التصوير سيتوقف بعض الوقت، ريثما ترسل قناة «أبو ظبي» المستحقات المالية».
لكن لماذا تنتقد فواخرجي الوسط الفني في سوريا، وتعتبر أنّه يفتقر إلى أدنى المعايير المهنية والأخلاقية؟ «صراحة، لا أعمّم هذا الرأي على جميع العاملين في الوسط، لأنّ المخرج مروان بركات رفض التعامل مع منتجي المسلسل، بعدما حاولوا استبدال وائل به. فيما وافق المخرج محمد الشيخ نجيب على ذلك، علماً أنّه يعرف مدى ارتباط زوجي بهذا العمل، وبأن والدتي هي كاتبة القصص. ليس هذا فحسب، بل برر موقفه بالقول: «لماذا أرفض. إذا لم أكن أنا، فسيختارون مخرجاً آخر». وسط كل ذلك، لم يكن بوسع سلاف وزوجها سوى طلب مساعدة بعض الجهات المسؤولة في وزارتي الثقافة والإعلام السوريتين ونقيب الفنانين صباح عبيد، «لكن من دون جدوى».
وماذا حصل بعدها؟ تجيب: «جاءتنا قرارات المخرج نجدت أنزور من إيطاليا حيث كان يطلق مشروعه السينمائي الجديد عن احتلال إيطاليا لليبيا في بدايات القرن العشرين، وهو من كتابة معمر القذافي. وقد قضى الفرمان باستبعاد الكاتبة والاستعانة بمخرج آخر ومنعي من المشاركة في المسلسل، إذ استبدلني بكاريس بشّار. وأتبعوا ذلك بتحذيري وعائلتي من التحدث إلى وسائل الإعلام... أشعر بالظلم، ولم أجد بعد من ينصرني».
هذه القضية الشائكة ليست كلّ ما يشغل بال سلاف فواخرجي. النجمة السورية التي شاركت في آخر أعمال أنزور «سقف العالم»، تستعد لبدء تصوير مشاهدها في الفيلم السينمائي «ليلة البيبي دول».
وتجسّد في الفيلم دور زوجة محمود عبد العزيز، وعازفة تشيلّو حلمها الوحيد إنجاب طفل. وهو أطول دور نسائي في الشريط الذي تشارك فيه غادة عبد الرازق وليلى علوي ونيكول سابا.
وتشارك في مسلسل ثان بعنوان «هلال يتجه غرباً»، مع المخرج عادل الأعسر. وتجسّد فيه شخصية «نجمة»، الفتاة الفلسطينية التي تعمل لحساب الموساد الإسرائيلي، فتلتقي يوماً أستاذاً جامعياً، وتعيش معه قصة حبّ عاصفة. وقد كتب المسلسل سمير الجمل الذي يتوقف في عمله أيضاً عند محطات سياسية بارزة من أحداث البوسنة والهرسك، إلى الشيشان، وتبعات 11 أيلول (سبتمبر)، وأخيراً الانتفاضة الفلسطينية.

«اسأل روحك»: 21:30 على «أبو ظبي»