يوسف شاهين ليس أشهر سينمائي مصري وعربي فحسب، بل تمثِّل سينماه مدرسة خرجت من معطفها أجيال من السينمائيين الذين تأثروا به وتتلمذوا على يديه. من أبرز هؤلاء، ثلاثة مخرجين احتلّوا مواقع طليعية في السينما المصرية الجديدة. أحدهم غيّبه الموت مبكراً، هو رضوان الكاشف، الذي توفي عام 2002، عن عمر لم يتجاوز الخمسين. ورغم أنّه لم يقدّم سوى ثلاثة أفلام روائية: «ليه يا بنفسج» (1992)، «عرق البلح» (1999)، و«الساحر» ( 2002)، إلا أنه ترك بصمات مميزة في مسار «سينما المؤلف» العربية. هذا التوجه السينمائي ذاته الذي يراهن على المغايرة، بعيداً عن السينما التجارية الطاغية في مصر، ينتمي إليه تلميذ آخر من تلامذة شاهين، هو يسري نصر الله الذي اشترك مع معلّمه في كتابة سيناريو «وداعاً بونابرت» (1985) و«إسكندرية كمان وكمان» (1990). كما عمل إلى جانبه مخرجاً مساعداً في الفيلمين المذكورين. وخلال ذلك، حقّق فيلمه الأول «سرقات صيفية» عام 1988، ثم تلاه «مرسيدس» (1993)، و«المدينة» (1999)، قبل أن يتصدى لاقتباس رائعة إلياس خوري «باب الشمس» في عمل سينمائي من جزأين في عام 2004.
بالتزامن مع تصوير يوسف شاهين «هي فوضى»، صوّر يسري نصر الله فيلمه الخامس «جنينة الأسماك» الذي لم يُعرض بعد. وفي هذا العمل، يلتقي التلميذ مع معلّمه في الاستعانة بكتابة سيناريو مشترك لناصر عبد الرحمن.
أما التلميذ الأوفى ليوسف شاهين، فهو خالد يوسف الذي ما زال يتعاون معه، كاتبَ سيناريو ومخرجاً مساعداً منذ 17 سنة. وهو الوحيد من تلامذة شاهين الذي حظي بشرف إدراج توقيعه على ذات قدم المساواة مع معلّمه في «هي فوضى». إلى ذلك، أخرج خالد يوسف خمسة أفلام، هي «العاصفة»، و«ويجا»، و«خيانة مشروعة»، و«إنت عمري» و«زواج بقرار جمهوري». لكنها تعد الأقل تميزاً بين أعمال تلامذة شاهين، إذ إنّها لم تبتعد كثيراً عن السينما التجارية، رغم المضامين الاجتماعية الجريئة التي حملها بعض هذه الأعمال.