strong> محمد عبد الرحمن
غيّب الموت، صباح أمس، الممثل المصري يونس شلبي عن عمر يناهز السادسة والستين عاماً، في غرفة العناية الفائقة في مستشفى «المقاولون العرب»... وها هي «مدرسة المشاغبين» تخسر بعد أحمد زكي، تلميذها الثاني.
قاوم المرض طويلاً، محققاً قبل رحيله بأشهر، حلم الوقوف من جديد أمام الكاميرا في مسلسل «أحلام مؤجلة». لكنه في الحقيقة لم يقف، إنما جلس في معظم المشاهد، بعدما اشتدّت عليه وطأة المرض. يونس شلبي الذي حقق نجومية في المسرح، فاقت كثيراً أداءه السينمائي والتلفزيوني، عانى من جلطات في القلب والقدم. أدى ذلك إلى أوجاع في القفص الصدري مع ارتفاع الضغط والسكر، ما أقعده عن الحركة وأوجب الخضوع طويلاً لجلسات العلاج.
وبعد تحسن واضح في حالته الصحية مطلع العام الجاري، عاد إلى الاستديو، وشارك رفيق الدرب سعيد صالح فرحة تصوير «أحلام مؤجلة». لكن المرض عاد فجأة، فدخل المستشفى الذي أقام فيه طويلاً خلال السنوات الأخيرة.
قبل وفاته بساعات، زارته الفنانة المعتزلة جيهان نصر لتعلن، من أمام غرفته، إطلاق جمعية تعنى بتقديم المساعدات إلى من انقلب عليه الدهر من الفنانين. لكن نصر جاءت متأخرة: بعد ساعات، فارق يونس الحياة، مختتماً مشواراً صاخباً، بدأ مطلع السبيعينات من القرن الماضي.
انخرط بدايةً في الفرق المسرحية التي وجدت فيه ممثلاً كوميدياً صاحب شخصية فريدة ومظهر خارجي وطريقة أداء ونبرة صوت، تجبر الجمهور على الضحك من دون تفكير. وسرعان ما تخلّى عن التمثيل التراجيدي والأداء المتقن بالعربية الفصحى لينصاع إلى رغبة الجمهور.
وكان النجاح المدوّي لـ«مدرسة المشاغبين» شهادة ميلاد بالنسبة إليه مع عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي وهادي الجيار. ثم حقق نجاحاً أكبر في «العيال كبرت»، لتطارده بعدها لعنة هذا النجاح: على رغم تقديمه أعمالاً ناجحة بعد ذلك، بقيت ذاكرة الجمهور معلّقة بشخصية «منصور إبن الناظر»، في مدرسة المشاغبين و«عاطف الذي يحب سعاد حسني» في «العيال كبرت».
أما العلامة الفارقة في مشواره، فكانت عام 1983 مع فيلم «مخيمر دايماً جاهز». حقق آنذاك أعلى الإيرادات، وقدّم يونس شلبي بطلاً مطلقاً، يحق له منافسة زميله عادل إمام. لكن أفلام يونس التالية لم تأت بالنتيجة نفسها، فغرق طويلاً في «سينما المقاولات»، وخصوصاً مع زميله سعيد صالح الذي عانى هو الآخر من انفراد عادل إمام بالقمة. لهذا، جاءت أدواره السينمائية المميزة في أفلام ليست من بطولته، مثل المصور الصحافي في «امرأة واحدة لا تكفي»، والممثل المسرحي في «إحنا بتوع الأوتوبيس»، والخادم في «شفيقة ومتولي» وطالب الجامعة في «الكرنك». كما شارك في أفلام كوميدية جماعية أبرزها « 4-2-4» و«محطة الأنس». أما آخر أفلامه فكان مع عادل إمام في «أمير الظلام» حيث قدّم مع سعيد صالح مشهد مباراة العميان الشهير. أما في التلفزيون، فيعدّ مسلسل «عيون» أهم أعماله، وقد قدّمه مع الراحلين: فؤاد المهندس وسناء جميل.