strong>مهى زراقط
بعد الإعلان عن اندماج LBC الفضائيّة و«روتانا» (9 آب ــــ أغسطس)، والتغييرات التي لحقت بشبكة برامج المحطة السعوديّة المذكورة (راجع «الأخبار» 20 ت1/ أكتوبر)، أقدم رئيس مجلس إدارة LBC بيار الضاهر على تغيير جوهري طال قسم الأخبار في «الفضائية اللبنانية»، تمثّل في تعيين مروان المتني، منتج برنامج «الحدث»، والمسؤول عن القسم الاقتصادي في النشرة الإخبارية، نائباً لرئيس التحرير. وعملياً، يعدّ هذا المنصب الذي كان يشغله إيلي حرب منذ عام 2003، بمثابة منصب رئيس التحرير الذي يشغله نظرياً جورج سمعان («الحياة ــــ LBC»). فهذا الأخير مقيم في لندن، ويقتصر عمله في «الفضائية اللبنانية» على اتصالات هاتفية يومية ترسم خطاً عريضاً للعمل، من دون الدخول في التفاصيل اليومية.
كان يمكن لهذا الخبر أن يكون عادياً، من النوع الذي يقع في أي مؤسسة إعلامية أو غير اعلاميّة... لكنّه عندما يتعلّق بـ«المؤسسة اللبنانية للإرسال»، فطبيعي أن يثير «خضة» في الوسط الصحافي، بسبب المنعطف الذي تشهده هذه المؤسسة الإعلاميّة والصراعات المختلفة حولها ــــ فضائيّاً وأرضيّاً ــــ وخصوصاً بعدما أقدمت القناة «الإخباريّة» التابعة لمحطة «المستقبل» على استقطاب عدد من العاملين في LBC إلى مشروعها الجديد. فما تراها تكون انعكاسات هذه التغييرات على نهج المحطّة، وهويّتها... في ظل المؤشرات الكثيرة إلى «سعودتها». إذ باتت ترنو إلى السوق العربية، والسعودية في المقام الأوّل، خصوصاً بعدما بات الوليد بن طلال يمتلك الحصة الأكبر من أسهم «الفضائية» (80 في المئة). ويبدو أن استراتيجية اقتحام السوق الخليجية، لم تعد تقتصر على البرامج الترفيهية والمسلسلات، وهو ما تميزت به LBC لسنوات. وإنما تحولت الأخبار مادة رئيسة في السوق الإعلامية ومصدراً لاجتذاب جمهور جديد.
ماذا أولاً على صعيد الهيكلية الجديدة للموظفين؟ بعد شهر على عملية الدمج مع «روتانا»، أقدم رئيس مجلس إدارة LBC الشيخ بيار الضاهر على تعيين المتني نائباً لرئيس تحرير الأخبار (فيما بات إيلي حرب يشغل منصب مستشار بيار الضاهر للشؤون الخارجية). الهدف الأبرز من هذا التغيير البحث عن جمهور سعودي أوسع، يعتقد الضاهر أن المتني قادر على استقطابه، وخصوصاً أن الأخير شغل إدارة المكتب السعودي للمؤسسة، وكان قد قدّم سلسلة اقتراحات تصبّ في خدمة هذا التوجه.
لكن هذا التغيير لم يمرّ مرور الكرام في المؤسسة، إذ احتجّ عدد من الموظفين معتبرين أن المتني غير قادر على ملء هذا الموقع. وتكشف مصادر مطلعة داخل «الفضائية»، أن حصيلة هذا الاجتماع كانت التسريع في اتخاذ قرار التغيير، ما أزعج عدداً من مسؤولي النشرات مثل وليد الراعي وغسان الترك وسليم خوري الذين كانوا أعلى رتبة من مروان المتني، ومسؤولين عنه عملياً. أما المسؤول الرابع للنشرات، أسعد مارون، فيتردّد أن المتني استحدث منصب «مدير التحرير التنفيذي» وعهد به إليه. وتزامنت هذه التغييرات مع قرب انطلاق قناة «المستقبل الإخبارية» التي قدّمت عروضاً لما يقارب ثلاثين موظفاً من «أل بي سي»، وبات مؤكداً أنّ أربعة على الأقلّ سيلتحقون بها، بينهم: بسام برّاك، نضال أيوب، سليم خوري.
على الصعيد العملي، تكشف المصادر نفسها أن تركيبة الموظفين في المحطة انقسمت إلى ثلاث خلايا عمل: السعودية، المناطق المأزومة، والأخبار العالمية المتفرقة. ويكمن السؤال عن موقع سلطان سليمان، رجل المهمات الصعبة، في المحطة ضمن التركيبة الجديدة؟ الأخير كان مسؤولاً عن قسم المقابلات الخارجية والمراسلين، وهو قسم لم يعد موجوداً الآن... يجيب مروان المتني عن هذه الأسئلة. مبدياً تفهمّه لردود فعل زملائه على التغيير الذي حصل. لكنه يلفت إلى أنه من الطبيعي بعد النجاح الذي حققه برنامجَي «الحدث» و«عيشوا معنا» على صعيد نسبة المشاهدة، أن يطال التغيير نشرة الأخبار، سعياً وراء رفع نسبة المشاهدين في هذا الإطار.
ولا ينفي المتني أن يكون سبب هذه التغييرات «سعودة» النشرة الإخبارية، رغم تحفظه على المصطلح. ويشرح: «لنكن صريحين، أبرز القنوات العربية والإخبارية الفضائية تتنافس على حصة في السوق السعودية، لأنها الأضخم. ونحن قناة خاصة، والإعلانات هي مدخولنا، ولا نتلقى أي تمويل مباشر أو غير مباشر من أي جهة... كما أنّ السعودية تشكل ثقلاً اقتصادياً وسياسياً ودينياً وثقافياً، وهي لاعب أساسي على المستوى الإقليمي وحتى الدولي». ويلفت المتني الذي رأَس المكتب السعودي للمحطة إلى أن «ما يهمّ المشاهد السعودي لا يختلف كثيراً عما يهم أيّ مشاهد خليجي أو عربي في زمن الحروب في العراق وفلسطين والتوترات المتنقلة من لبنان إلى أفغانستان، مروراً بالملف النووي الإيراني... والجامع الوحيد بين كل هذه المسائل معايشة الإنسان لهذه الأزمات وليس مواقف المسؤولين عنها فحسب».
أما بالنسبة إلى قضيّة انتقال بعض زملائه إلى «الإخبارية»، فيرفض المتني تحميلها أكثر مما ينبغي، كاشفاً أنه أول من تلقى عرضاً للانتقال إليها، و«في مركز مسؤولية مهم وحسّاس». ويضيف: «كلما فتحت محطة جديدة تطلب موظفين من «أل بي سي» لأنّهم الأقدر، علماً بأنّ عدد المنتقلين إلى «الإخبارية»، لن يبلغ عدد الذين غادروا إلى «الحرّة» قبل سنوات. لم يتجاوب معهم سوى 7 في المئة فقط من الذين تلقوا عروضاً». ويؤكد في هذا الإطار، أن سلطان سليمان الذي تلقى بدوره عرضاً للعمل في مكان آخر، «باق ضمن كادر الأخبار الفضائيّة، في المؤسسة وهو من أركانها الأساسيين».
وختاماً، فإن المتني الذي بدأ يطبّق نهجه الجديد منذ 12 الجاري، يلقي بمسؤوليّة رفع التحدي على عاتق كامل فريق العمل، مضيفاً: «نحن نعمل بحماسة». لكنّه ينفي لجوءه إلى تشكيل أي هيكلية جديدة، فالأمر لا يزال بتعبيره في إطار الأفكار: «لن يحصل أي شيء قبل 12 كانون الأول (ديسمبر)، وعندها يمكن الحكم، مبدئياً، على التجربة».