قد يبدو بديهياً أن يكون المرشح إلى مجلس نقابة الصحافيين ملمّاً بقواعد التعامل مع الشبكة العنكبوتية، واستخدام البريد الإلكتروني في الدعاية. ولا مانع من الظهور مراراً على شاشة التلفزيون، ثم الاستعانة برسائل الخلوي القصيرة التي تحفّز الزملاء على تذكّر مرشّح محدد عند صندوق الاقتراع...لكن استخدام التكنولوجيا الحديثة في المعركة الأخيرة كان خارج اللعبة، حتى لو كان المرشّح يمتلك موقعاً على الإنترنت. لماذا؟ لأن المرشّح يدرك تماماً أن إقناع زملائه بالتصويت، لا يعتمد إطلاقاً على وسائل الدعاية الحديثة. فعدد الأعضاء الذين يحقّ لهم التصويت 5095، أضف إلى ذلك أنّ الصحافي لا ينتخب مرشحاً، لمجرد أنه قرأ برنامجه على شبكة الإنترنت. بل يمكن القول إن النجاح والفشل في هذه الانتخابات، لا يرتبطان بالبرامج والوعود. بالتالي، استمرت الدعاية التقليدية في الاعتماد على ثلاثة محاور أساسية هي: علاقة الصحافي بزملائه، قدرة أنصار المرشح على دعمه وإقناع زملائهم بانتخابه حتى لو كانوا لا يعرفونه. ثم أخيراً إقناع الناخب بالتصويت في اللحظة الأخيرة، إذ ينص قانون النقابة على كتابة الناخب 12 اسماً في ورقة الانتخابات داخل اللجنة.
إلا أن استخدام الدعاية التلقيدية، لم يمنع بعضهم من ابتكار وسائل ترويجية طريفة وغريبة في آن: كأن يطالب مرشح لمنصب النقيب بإنشاء فرن للخبز ومحل لبيع الأسماك ومصرف ومحطة فضائية خاصة بالصحافيين! فيما عرض آخر توزيع 1200 كومبيوتر محمول مجاني في حال فوزه، واقترح ثالث تدشين خط خاص بالصحافيين لتقديم شكاوى متعلّقة بمخالفات بيئية في محيط منازلهم.