«الرواية منتعشة أصلاً، فهل من ضرورة لمزيد من الانتعاش؟». يتكلّم إبراهيم عبد المجيد عن «جائزة بوكر العربية» المستحدثة التي يرى أنها «مهمّة بالتأكيد، لكن محكومة بآليات الجوائز، وأمزجة أعضاء لجان التحكيم ومصالهحم وآرائهم وحساباتهم. الميزة الحقيقية التي تفرّقها عن غيرها هي ضمان الترجمة إلى ثلاث أو أربع لغات». صاحب «لا أحد ينام في الاسكندريّة» معنيّ بالجائزة التي رشّحت لها روايته الجديدة «شهد القلعة» («الدار للنشر والتوزيع»). صدرت الرواية الصغيرة (105 صفحات) قبل أيام من إغلاق باب الترشيح لـ«بوكر». ما دفع ببعض النقاد وبعض أقرانه إلى اعتبارها أنجزت خصيصاً للجائزة. «هذا سخف كامل» يعلّق عبد المجيد، ويضيف: «لقد نشرت الرواية مسلسلةً في الصحافة قبل إصدارها في كتاب».يعود الكاتب في «شهد القلعة» إلى الخليج وتحديداً سلطنة عمان. إلّا أن المكان هنا ليس سوى مسرح لتجربة يصفها عبد المجيد بالصوفية، وبأنها استكمال لما بدأه في روايته السابقة «عتبات البهجة». البطل في «شهد القلعة» هو اسماعيل، الروائي المثقف الكهل الذي يلتقي «شهد» الشابة الصغيرة السن، ليعيشا تجربة حسية في قلعة عمانية مجهولة الاسم ليلة يختلط فيها الخيال بالواقع، وتتجلّى خلالها مشاعر خارج الزمان والمكان. إنّها من المرات النادرة التي يرسم فيها عبد المجيد ملامح شخصية روائية تقارب شخصيته الحقيقية. إذ اعتاد في رواياته أن يكون خارج شخصياته، لكنه هنا يتناول سرّ الحياة والموت، الآلام والمسرّات، متأرجحاً بين أمل وإحباط. يخوض بطله أجمل تجارب حياته، في اليوم الذي يصله خبر فاجعة بني سويف، حيث قضى عشرات المسرحيين في حريق مسرح للدولة عام 2005. هكذا، يستلقي عاجزاً عن الفعل، ثم يندفع إلى تجربة لا يعلم أين تأخذه.