خالد صاغيّة
الرئيس الأميركي جورج بوش معجب بتجربة الأنبار في العراق، حيث لُزِّم التصادم مع تنظيم «القاعدة» إلى العشائر المسلّحة أميركيّاً. لذلك، يريد نقل التجربة إلى منطقة القبائل في باكستان.
فالرهان على الحكومة العراقية لوقف أعمال المقاومة والعنف الأهلي، قد سقط. وكذلك الرهان على الدولة المركزية في باكستان، حيث يقتصر طموح برويز مشرّف على حفظ رأسه، وحيث لم يُحصَر استخدام السلاح بالدولة في منطقة القبائل في أيّ يوم من الأيّام.
وإذا كانت التوأمة بين الصحافي والعسكري مطلوبة خلال فترة الحملة العسكرية، للتواطؤ معاً على إخفاء الحقائق المرعبة وتسويق الصور الورديّة حول رشّ الأرزّ على المحرّرين الأميركيين أينما حلّوا، فإنّ التوأمة الآخذة في التمدّد اليوم هي بين العسكري والأنثروبولوجي. لذا بات الجنود الأميركيّون بحاجة إلى من يسعفهم في كيفيّة استمالة الناس والتعاطي مع عاداتهم وتقاليدهم وحاجاتهم اليوميّة.
تقنيّات الاستعمار هذه ليست بجديدة. الجديد أنّها تُستخدَم اليوم لتقويض الأسس التي شُنَّت الحملات العسكرية الأميركية باسمها. فمع انتهاء عملية الغزو في العراق، انصرف الأميركيون إلى مهزلة إعداد برامج لتدريب العشائر على الديموقراطية. وانتهى الأمر بمأساة تدريبهم على السلاح.
هل هي المصادفة وحدها وراء اكتشاف جورج بوش للقبائل في العراق وباكستان، واكتشاف برنار كوشنير للبطريرك الماروني في لبنان؟