جورج موسى
هذا الصباح، يعلن من بيروت إطلاق برنامجه الجديد «العرّاب» على mbc. الـ«مايسترو» سابقاً، يمّم شطر الخليج، لكن قاعدته ستبقى لبنان، ما دامت الظروف تسمح بذلك. منه يستقبل أبرز نجوم الفن والإعلام والسياسة. أوّل الغيث مساء الجمعة المقبل، مع أنغام وأصالة... على ماذا يراهن نيشان في انطلاقته الجديدة؟

لم يعد غريباً في مدينة الزمن الضائع أن تتابع صباحاً وقائع جلسة مُجهضة من انتخاب رئيس للجمهورية، ثم تُهرول مساء لتجري لقاء حول برنامج حواري ضخم، تنتجه إحدى الفضائيات السعودية، ويستضيف من بيروت أبرز نجوم الفن والإعلام...
قبل إجراء اللقاء مساء الجمعة الماضي، عَقد نيشان مع فريق «العرّاب» (راجع البرواز) وأسرة «أم بي سي» اجتماعاً مطوّلاً، وأبدى الجميع تخوّفه من الوضع الأمني في لبنان، وخصوصاً أنّ الموعد الجديد لجلسة الانتخاب (30 ت 2/نوفمبر) سيتزامن مع تصوير أولى الحلقات المباشرة للبرنامج من استديوات المحطة في لبنان. لكنّ نيشان يقول إنّ الموضوع بات محسوماً، «سنصوّر البرنامج هنا. وفي حال تبدُّل المشهد، سنفكّر في الانتقال إلى دبي».
نسأله بدايةً عن mbc، وسبب مغادرته New Tv، فيجيب: «أراهنُ على «العرّاب»، لا على mbc». ثم يستدرك: «لا يعني ذلك أنني لستُ سعيداً بالانضمام إلى المحطة الجديدة، فأنا أملك اليوم منبراً رائداً في العالم العربي».
لكن، هل يخشى الفشل وسط هذه الزحمة من النجوم فيما كان طفلاً مدلّلاً في «نيو تي في»؟ يجيب بشيء من الشاعرية: «السماء أجمل عندما تتلألأ بالنجوم. أعلم جيداً أن «أم بي سي» تضم نجوماً، من جورج قرداحي، ومحمود سعد، إلى رزان، لكن هذا يزيد حلاوة المنافسة». ثم يسارع إلى التأكيد، كمن ينفي عنه تهمةً: «لم أسعَ إلى أي عرض مالي مغر. لطالما كانت «نيو تي في» سخية معي. وما تردد من خلافات مع إدارتها يندرج في خانة النميمة. رغم تعاقدي مع «أم بي سي»، أنا اليوم الأكثر دلالاً في «نيو تي في»... والدليل هو العلاقة الطيبة التي تربطني بتحسين خياط».
لماذا غاب نيشان إذاً عن رمضان؟ وهل جاء بناءً على طلب خياط الذي كان يعوّل كثيراً على «الفرصة» مع طوني خليفة؟ يجيب ضاحكاً: «هل تصدّق هذا الكلام! نحن نعمل وسط سباق محموم لا يرحم، ولغة السوق لا تعترف بالإكراميات. كل ما في الأمر أنّ الوليد الإبراهيمي، رئيس مجلس إدارة «أم بي سي»، ارتأى التأجيل، لأنّني بساطة كنت محسوباً على شهر رمضان. لذا، آثر أن نقدم جديدنا خارج هذا الإطار، على أن يكون البرنامج موسمياً، يمتدّ لستة أشهر». ثم يتابع كمن يتحدث عن انتصار ما: «بعد أفول شهر البرامج والمسلسلات، اقتنعتُ بأن رأيه كان صائباً. شاهدتُ ما قدم على الشاشة الصغيرة، ولمستُ حقيقةَ أن تكون قوياً في غيابك. افتقاد الجمهور إلى «مايسترو»، عززّ ثقتي بنفسي وإيماني بمجهودي وفريق عمل البرنامج».
بمناسبة الحديث عن برامج رمضان، هل يُشبه «العرّاب» «الفرصة»، كما تردّد؟ «صورتُ الحلقة التجريبية من «العرّاب» في أوائل تموز (يوليو) المنصرم، فيما أبصر «الفرصة» النور قبيل رمضان. ما من شبه بين البرنامجين، تابعوا الحلقة الأولى من «العرّاب» مساء الجمعة، ثم أصدورا حكمكم».
هذه الأنا التي رافقت نيشان طوال الحوار، تزداد تحدّياً عندما تواجهه بحقيقة خلافه مع طوني خليفة. يوضح: «أتحدى أيّ شخص، بأن يجيء إليّ بحوار، تحدثتُ فيه بسوء عن أحد زملائي». لكن طوني حلّ محلّ نيشان في رئاسة تحرير مجلة «قمر»، ثم انتقل إلى «نيو تي في» بعد خروج نيشان منها؟ يجيب باقتضاب: «لا تعليق. هو إنسان ناجح، وأتمنى له التوفيق».
ليس برنامج «الفرصة» نقطة السجال الوحيدة، فالحلقة الأولى من «تارتاتا» في موسمه الأول، أثارت ضجة في الأوساط الصحافية، إذ صرّح نيشان بأنه كان سيقدم البرنامج كاملاً، فيما قال مدير تلفزيون «دبي» علي الرميثي إن المذيع اللبناني اتفق مع المحطة على تقديم حلقة واحدة فقط... فما هي الحكاية؟ «نفذتُ حلقة تجريبية في باريس، ولم يكن يُفترض أن تعرض على الشاشة. لكن تلفزيون «دبي» اكتشف لاحقاً أنّها أفضل الحلقات، فقدّمها أولاً. تلقيتُ عرضاً من «دبي» لتقديم البرنامج، كما اتصلوا بي مجدداً لتولي دفة الجزء الثاني. لكنّني اخترت «أم بي سي» لأنها الأكثر انتشاراً في العالم العربي. وهم يعاملونني اليوم كمولود جديد». ونيشان كما يعترف يحبّ الدلال «لكن ليس الدلال المجاني. ما يستثمرونه عندي كإعلامي، يرضي الهدف المادي لديهم. عندما أطل على الهواء، أدلل شاشتي وأحترم شعارها». ويؤكد أن «أم بي سي» توّظف كل الإمكانات لتقدم برنامجاً ناجحاً.
لكن ماذا عن المحظورات، في برنامج حواري كـ«العرّاب» يتوقف عند محطات أساسية من مسيرة الضيف ــــ النجم، ويتحدث عن بصمات في الحياة، هل يمكن أن تسمح قناة سعودية بتناول مواضيع ومسائل تتعلق مثلاً بالجنس أو السياسة أو الدين؟ يجيب: «حتى اليوم لم أواجه أي عثرة من هذا القبيل».
ينتقد بعض المتابعين الثروات الطائلة التي تُنفق على البرامج الحوارية، وخصوصاً تلك التي تنتجها الفضائيات الخليجية. وهناك من يتهم هذه القنوات بتدليل الفنانين أكثر من اللزوم، ما يؤثر سلباً على علاقتهم بالصحافة المكتوبة... يرى نيشان أن الفنان الذي يؤمّن آلاف الدولارات عبر الإعلانات التي ترافق حلقته، يستحقّ أن يتقاضى مقابلاً. ويوضح: «التلفزيون هو صناعة وبزنس، ما يتطلب الكثير من البذخ».
ويرفض اتهام برامجه بفقدان المعايير في اختيار النجوم. ففي «مايسترو»، كان يستضيف أحمد فؤاد نجم أو نوال السعداوي من جهة، ثم نانسي عجرم أو هيفا وهبي من جهة أخرى... يجيب: «من قال إن جمهور نجم مثلاً لا يحبّ هيفا. كلّ منتج يكون تحت الضوء، يصبح ملكاً للجميع. وعندما تقدم برنامجاً واضح المعالم ويحمل هدفاً، هذا يعني أنك تتصبب نجاحاً، لا عرقاً». لكن هناك من يتّهمه بأنه غير متمكن من جميع أدواته. لذا، لم تأت مثلاً حلقة نوال السعدواي بمستوى لقاء هيفا وهبي؟ «إذا امتلكت الحرفية، فلن يصعب عليك محاورة أحد. لا يوجد إعلامي متخصص، وأنا أتحمل أي تقصير. لذلك علي إعداد ملفاتي بشكل جيد للحلقة المقبلة، والدليل أن «شاكو ماكو»، نجح في محاورة جميع شرائح المجتمع.... يجب أن تمتلك مقاليد الهواء المباشر، بكل أنواع البرامج، وباختلاف الضيوف. وفي أميركا، أطلقوا على التلفزيون اسم Box الذي يساعد الناس على اغتيال الوقت. وأنا أسعى إلى اغتياله بشكل مثمر».
أخيراً، يرفض نيشان الحديث عن خلافه مع مجلة «قمر»، مؤكداً أن فكرة توليه رئاسة تحرير مجلة ما زالت تغويه. لكنه اليوم، بعد عودته إلى الجامعة، للتخصص في مجال «راديو وتلفزيون»، لم يعد يجد متسعاً من الوقت للكتابة. كما يشير إلى أنّ انطلاقته من «أم بي سي» لن تفرض عليه طغيان الحضور الخليجي، «في محطة عربية، ومع حلقات تستضيف اسمين، سيفسح المجال لتنويع أكبر، علماً بأنني أتوق للإضاءة على تجارب خليجية تتمتع بمخزون فكري ثري». ويؤكد: «إذا كانت هالة سرحان قد أكلت «الأخضر واليابس» في «قناة 5 نجوم»، مستضيفة معظم النجوم العرب، فأنا سأقطف ثماراً، ما زالت تحتاج إلى قطّاف».



«مايسترو» أصبحَ «عرّاباً»

«لكلّ بصمة في الحياة... عرّاب». هذه العبارة التي تصدّرت الملصقات الإعلانية المنتشرة على طرقات بيروت ودبي وجدّة، تلخّص فكرة البرنامج الجديد. «العرّاب» لن يبتعد كثيراً عن «مايسترو»: الإعداد لنيشان، الإشراف على الإعداد لطوني سمعان، الإخراج لباسم كريستو، والإنتاج لشركة «داي دريمز». وعوض الضيف، سيحاور نيشان اسمين، تستحق تجربتهما التوقّف عندها.
يوضح نيشان أن طوني سمعان، المشرف على الإعداد والدينامو والعين الساهرة على البرنامج، اختار هذا الاسم. إذ يرى سمعان ـــــ وهو مدير الشؤون الفنية في «روتانا» لبنان ـــــ أنّ لكل خطوة نقوم بها عرّاباً ساعدنا ودعمنا للمضي قدماً.
من هذا المنطلق، يقتفي البرنامج أثر أناس يعيشون تحت الأضواء. يغوص في تجاربهم، يعرّيها، ويحاكم نجاحاتها وإخفاقاتها، إنطلاقاً من العرّاب الذي ساعدهم في إنجازها. هكذا تسير الحلقة حتى نصل إلى النهاية حيث تنحسر الأضواء، ويُطلب من الضيف أن يكون عراباً لأمر ما، يختلف من حلقة إلى أخرى. كما يقدم الضيوف المغنّون على المسرح وصلات غنائية برفقة فرقة موسيقية.
يستضيف البرنامج في حلقته الأولى، مطربتين من الصف الأول: أصالة وأنغام. تتقاطع سيرة النجمتين عند حضور الأب الذي أدى دوراً بارزاً في مشوارهما الفني. مصطفى نصري ما زال حاضراً في نتاج أصالة الغنائي، فيما شكّلت خلافات أنغام مع والدها الموسيقار محمد علي سليمان نقطة تحوّل في مسيرتها.
«العرّاب» ليس نيشان إذاً، وهذه المرة أيضاً لعب على الاسم ليثير الالتباس. ويقول: «في السوق الإعلامية، تجد اليوم صعوبةً في اختيار اسم ضارب يشكل مغناطيساً للنجوم والجمهور. ولأننا نتوجه إلى شريحة أكبر، ارتأى سمعان أن يكون العنوان عربياً، والاسم اليوم يشكّل 50 في المئة من نجاح أي برنامج». نسأله أخيراً: «زاهي وهبي لم يستطع الابتعاد كثيراً عن «خليك بالبيت»، كذلك جورج قرداحي في «من سيربح المليون»، ومارسيل غانم في «كلام الناس»، فماذا عن «مايسترو نيشان»؟. يقول: «اسم البرنامج لم يكن هو من صنع مني إعلامياً. البرامج الحوارية هي ملعبي، وهوية البرنامج يصبغها طوني سمعان. لديّ طاقة كبيرة، يوجهها طوني، بمساعدة فريق عمل متكامل».
يستضيف «العراب» في حلقاته المقبلة، نجوماً في التمثيل والشعر والكتابة والغناء والسياسة، بينهم هيفا وشيرين ونبيل شعيل وسميرة سعيد ومارسيل غانم، وجورج قرداحي، وأحلام مستغانمي.

كل جمعة 20:30 على mbc