تبدو السينما اللبنانيّة بشكل أساسي، وحتى إشعار آخر، سينما الحرب اللبنانيّة. من برهان علويّة إلى مارون بغدادي، من جوسلين صعب إلى رندا الشهال، من جان ــــ كلود قدسي إلى بهيج حجيج، من سمير حبشي إلى الثنائي جريج/ حاجي ــــ توما ودانيال عربيد، من زياد الدويري إلى غسان سلهب، من محمد سويد إلى أكرم الزعتري... نقصد بالسينما اللبنانيّة، سينما المؤلف، السينما الجديدة الطالعة، أواسط السبعينات، من رحم الحرب الأهليّة. تلك الحرب وسمت بأسئلتها وعنفها وحيرتها وأحلامها المجهضة، تجارب أجيال متلاحقة منذ فيلم «بيروت يا بيروت» الاستشرافي الذي حققه مارون بغدادي على شفا البركان (مع ميراي معلوف وعزّت العلايلي ــــ ١٩٧٤)، قبل أن ينكره، و«تضيع» نسخه، فلا تظهر مجدداً إلا بعد رحيل صاحبها... ثم فيلم «بيروت اللقاء» (١٩٨٢) الذي أنجزه برهان علويّة قبيل الاجتياح الاسرائيلي.
تلك الحرب نفسها، قضى بغدادي (١٩٥٠ ــــ ١٩٩٣) في أتونها الخامد موقتاً، على أثر حادث عبثي، مطلع التسعينات، وقد جاء يحقق فيلماً ــــ في عزّ وهم السلام الأهلي والإعمار ــــ عن الغفران والتسامح والنسيان!