محمد عبد الرحمن
تعيش حالة قلق في انتظار العرض الجماهيري الأول لفيلمها الجديد. لكن منّة شلبي التي بدأت مسيرتها مع رضوان الكاشف، لا تخشى الرسوب في امتحان يوسف شاهين... وقفة مع «سيدة الغواية» عشيّة إطلاق «هي فوضى» على الشاشات المصرية

قبل خمس سنوات، ذاقت منّة شلبي طعم الشهرة عندما قدمت دوراً جريئاً في فيلم «الساحر» للمخرج رضوان الكاشف والنجم محمود عبد العزيز. آنذاك، أدركت تلك الصبية التي لم تكن قد تجاوزت العشرين من عمرها، أنّها لن تنتظر طويلاً كي تصل إلى الصفوف الأولى بين نجمات السينما. وصحّت توقعاتها: لمع اسم منة شلبي، فاجأت الجميع بموهبتها، واتقانها للأدوار المركّبة. ثم انهالت عليها العروض، وبات مألوفاً أن تقدم ثلاثة أفلام في عام واحد، وتنافس حنان ترك ومنى زكي، ثم هند صبري وياسمين عبد العزيز ومي عزّ الدين.
الاجتهاد الذي اختارته منّة سلاحاً لها في معركة السوق الشرسة، جذب يوسف شاهين إليها: قبل أكثر من عامين، تلقّت اتصالاً من «جو»، ليبدي لها إعجابه بدورها في فيلم تلميذه خالد يوسف «أنت عمري»، ويزفّ إليها نبأ اختيارها لبطولة أحدث أفلامه «هي فوضى» (راجع «الأخبار»، عدد 12 ت2/ نوفمبر).
رأى شاهين أن منة، تصلح لدور نور، الفتاة الرومانسية البريئة التي تُغتصب على يد أمين الشرطة حتى يمنعها من الزواج بمن تحب. وفي حديثها إلى «الأخبار»، تعترف هذه الشابة بصعوبة الدور، لكنها ترى أن الفيلم قدّم إليها إضافات عدة، آخرها صعوبة الدور: فهي أولاً وضعت اسم يوسف شاهين في ملف سيرتها الذاتية. أضف إلى ذلك أنها تراهن على دخول الشريط تاريخ السينما المصرية، «لأنه يناقش قضية جوهرية تتناول الفوضى التي يعيشها المجتمع المصري، وانهيار الطبقة الوسطى، وتكاتف أصحاب السلطة ليحمي بعضهم بعضاً على حساب القانون». لذا، تبدي سعادتها بهذه الفرصة الذهبية، مؤكدة أن «صناعة السينما تجنح اليوم نحو الترفيه، فيما باتت الأفلام الجادة قليلة».
وإذا كان المأزق الذي يتعرّض له كل من عمل مع شاهين، هو عدم قدرة هذا الممثل على الخضوع مجدداً لمقاييس السوق، فإن شلبي ترى عكس ذلك: «لن أعيش تلك العقدة التي أضرّت كثيراً بزملاء عديدين، كما لن أجلس في منزلي، في انتظار فيلم جيد، بل سأحاول الاستمرار في النهج الذي أسير عليه، وهو تقديم أدوار متنوعة مع مواجهة قيود السوق، غير أنني أشفق على زميلي خالد صالح الذي سيعاني كثيراً حتى يجد دوراً أقوى من «هي فوضي».
ثم توضح كمن ينفي عنه تهمة: «لا أقلّل من أهمية دوري، بل هذا الدور ليس الأصعب في مسيرتي، لكنه الأهم، والصعوبة تكمن في بساطة الشخصية وعفويتها، حتى إنها تعترف لناظرة المدرسة بأنها تحب ابنها، وتخطّط معها لاستعادته من خطيبته المستهترة. ولولا التدريبات واهتمام شاهين وخالد يوسف بالتفاصيل، لكانت نور ظهرت ساذجة وعبيطة. ولا أخفي عليك بأن جمهور العرض الخاص (راجع البرواز)، تعاطف معي كثيراً».
هذا عن الدور، ولكن ماذا عن المشاهد الصعبة؟ تقول منة إن «المشاهد الصعبة كانت كثيرة، لعلّ أبرزها مطاردة الشرطي (خالد صالح) لي في النيل. أمّا مشهد الاغتصاب، فقد اختار يوسف شاهين أن يقدّمه من دون تجسيد مباشر. فبعد المعركة الأولى بيني وبين خالد صالح، فقدتُ الوعي، ثم قررت بعد استيقاظي الانتقام. لذا، أؤكد أن مشهد الاغتصاب لم يُحذف بعد تصويره كما ردّدت الشائعات».
الشائعات التي دأبت منّة على نفيها منذ بداية مسيرتها، مثّلت البطل الأول في حياة الممثلة الشابة ووالدتها الراقصة المعتزلة زيزي مصطفى. وهي تؤكد أن الرد على هذه الأقاويل، يعطي أهمية لمطلقها ويشجّعه على إطلاق المزيد. غير أن تبرير منّة شلبي لصمتها الدائم تجاه النميمة، لم يمنع الصحف من جعلها نجمة شائعات 2007 من دون منازع: شائعة ارتباطها بخالد يوسف التي تحولت إلى حقيقة قبل أن ينفصلا. ثم مشاركتها كضيفة شرف في فيلم «حين ميسرة» لخالد يوسف، فيما أخذت غادة عبد الرازق الدور. وأخيراً حالة الإحباط التي كانت وراء حادث السيارة المروّع.
نسألها عن فيلم «الأولة في الغرام» الذي عرض أخيراً، وحقيقة مقاطعتها الفيلم، وتجنّب الحديث عنه.
تجيب: «لم يحظَ العمل بدعاية مناسبة، تجعلني أحرص على الحديث عنه». إلا أنها تؤكد غضبها من الأفيش الذي جعل حجم صورتها مطابقاً لصورة درّة التونسية. وتقول: «من حقي أن أغضب إذا تجاهل أحدهم النجاح الذي حققته طيلة خمس سنوات. وكما أحترم وضع اسمَي حنان ترك ومنى زكي قبلي على الأفيش، وأدعو للمساواة بيني وبين هند صبري، لا يصح أن أتساوى بزميلة مبتدئة».
أخيراً، ترفض منّة شلبي البطولة المطلقة، وترى أن الأدوار الجيدة أفضل مهما كانت مساحتها، لأنها تبحث عن الأدوار، لا عن لقب «نجمة شباك» مشغولة بالإيرادات. وماذا بعد «هي فوضى»؟ انتهت الممثلة المصرية من قراءة مشاريع سينمائية عدة، رافضةً تصوير عملين في وقت واحد. أما في التلفزيون، فنجمة مسلسلات يسرا ويحيى الفخراني، ستبتعد عن الشاشة الصغيرة موقتاً، علماً أنها تقرأ نصاً، إذا وافقت عليه، فلن تصوّره قبل منتصف العام المقبل.